خرج والد المغربي صلاح عبد السلام، المتهم في الأعمال الإرهابية التي عرفتها باريس وبروكسيل، عن صمته ليطالب بتطبيق العدالة في حق ابنه إن تبث أنه متورط في أي عمل إرهابي. وقال والد عبد السلام، في حوار إذاعي عبر أثير «أوروبا 1»، «كل من قام بأي شيء مخالف للقانون عليه أن يدفع الثمن». وتساءل الوالد عن السبب الذي يجعل أبناء الجالية «يدخلون في هذه المتاهات». ولم يكن والد صلاح عبد السلام هو أول أفراد أسرته التي خرج بتصريح ضده، إذ سبقه إلى ذلك شقيقه، الذي قال في حوار صحفي عقب هجمات باريس، إن تصرفات شقيقه كانت تدل على أنه بدأ يفكر بشكل متطرف، مطالبا العدالة بأخذ حق الأبرياء الذين قتلوا. وكانت المخابرات الفرنسية قد اتهمت صلاح عبد السلام، المغربي القاطن بحي «مولنبيك» ببلجيكا، بأنه العقل المدبر لهجمات باريس في نونبر الماضي، والتي أودت بحياة أزيد من 130 شخصا، بالإضافة لمئات الجرحى والمعطوبين. وبعد فرار دام قرابة أربعة أشهر، نجح الأمن البلجيكي في إلقاء القبض عليه، حيث من المنتظر أن يتم تسليمه للسلطات الفرنسية قريبا لمحاكمته. وكان القضاء البلجيكي حقق تقدما كبيرا في التحقيقات الجارية لكشف المسؤولين عن اعتداءات باريسوبروكسل، وبعد أن وجه إلى محمد عبريني الملاحق في ملف اعتداءات باريس، تهمة ارتكاب «اغتيالات ارهابية»، اعترف الأخير بأنه الرجل الثالث في اعتداءات مطار بروكسل، ما يؤكد العلاقة الوثيقة بين المجزرتين. وقال مصدر قريب من التحقيق لوكالة فرانس برس «إنها خطوة كبيرة إلى الأمام وفي ختام يوم حافل بالتطورات، أصدرت النيابة العامة الفدرالية البلجيكية بيانا قصيرا أوضحت فيه أن محمد عبريني اعترف بأنه «الرجل صاحب القبعة»، أي الرجل الثالث الذي شارك في الاعتداءات على مطار بروكسل، إلا أنه فر قبل أن يقوم شريكاه بتفجير نفسيهما. وجاء في بيان النيابة «لقد ووجه (عبريني) بنتائج العديد من التحاليل وأقر بوجوده لدى حصول الوقائع. لقد أوضح أنه ألقى بسترته في سلة مهملات ثم باع قبعته». وكانت النيابة أعلنت قبل ذلك أنها وجهت إلى عبريني، البلجيكي من أصل مغربي، وإلى اثنين آخرين اعتقلا الجمعة في بروكسل تهمة ارتكاب «اغتيالات إرهابية و»المشاركة في نشاطات مجموعة إرهابية في إطار ملفي باريسوبروكسل. وكان محمد عبريني واحدا من أبرز المشتبه بهم الذين تبحث عنهم قوات الشرطة في العديد من الدول الأوروبية منذ اعتداءات باريس في الثالث عشر من نونبر التي اوقعت 130 قتيلا. وكان قاض فرنسي أصدر في الرابع والعشرين من نونبر الماضي مذكرة توقيف اوروبية بحق عبريني البالغ الحادية والثلاثين من العمر. وتمكنت الشرطة من اعتقاله عصر الجمعة في الشارع في كومونة اندرلخت في قلب بروكسل.