احتضنت المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بعين السبع بالدار البيضاء مؤخرا لقاء تواصليا، بتنسيق مع الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين ومختبر البحث المالي والتسيير( E.N.C.G.C) ، بحضور فاعلين في المجال الرياضي والأكاديمي. وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية لمدير المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، مؤكدا فيها أن باب المدرسة مفتوحا أمام الجميع خدمة للرياضة والرياضيين والثقافة، وكل ما يساهم في التنمية لمستقبل الشباب، ومضيفا أنه يتعين على الجميع التصدي بكل السبل لآفة الشغب، التي باتت تشكل تهديدا كبيرا للرياضة الوطنية. وأشار الدكتور القباج إلى أنه على أتم الاستعداد لتنظيم موائد مستديرة خدمة للرياضة، وطرح الأفكار بحثا عن الحلول الناجعة للقضاء على آفة الشغب، وخلق روح رياضية وتسامح وتجانس فيما بين الجماهير. ومن جانبه شدد الأستاذ قعاش، الخبير في المجال الرياضي، على أن هناك شعورا عاما بأن الشغب أصبح قضية خطيرة ببلدنا، ووجب محاربته بكل الطرق، بالنظر إلى تأثيره السلبي على المجتمع المدني، والاقتصاد ، فضلا عن الجانب الرياضي، وخصوصا كرة القدم، بهذا اصبح من الواجب أن تكون الصحافة في الواجهة لمحاربة هذه الآفة. والظاهرة الخطيرة. وأضاف قعاش أن محاربة الشغب رهينة بتداخل كل الفعاليات الرياضية، وكذا قطاعات أخرى كالعدل والأمن، مشددا على الدور المحوري للأندية، حيث أن صراعاتها الداخلية، تولد الضغط على مجموعة من الجماهير، التي ترتكب هذه الأفعال الإجرامية، سواء داخل الملاعب أو خارجه، مثل ما حدث يوم الخميس الأسود. أما الدكتور والباحث منصف اليازغي، فقد أوضح أن هذا اللقاء يعتبر إشارة على أن دور الجامعة حيوي في نقاش ظاهرة معينة، وأصبحت مطالبة بفتح مجال للنقاش، وهذا الدور الذي قامت به المدرسة الوطنية للتجارة والتسيير، يوضح مدى انخراطها في النقاش المجتمعي. ومن جهة أخرى، يقول الدكتور اليازغي، "عندما نتحدث عن هذه الظاهرة لا يمكن اأن نتحدث بمقاربة قانونية أو مقاربة علم النفس أو علم الاجتماع، بل يستوجب اأن نقترب من جميع الجهات الممكنة أما الجانب الآخر، فلا يمكن أن الحلول من طرف وزارة واحدة، أو وزارتين بقدر ما يجب أن تكون استراتيجية عمومية كاملة، (...) ولن نحمل مسؤولية الشغب لوزارة العدل أو الداخلية أو الشباب والرياضة، في حين ننسى دور وزارة التربية الوطنية والاتصال والتعليم، بخصوص ما يجري من إقصاء بعض الوسائط الاجتماعية من قبل دور الشباب والثقافة داخل المدن المغربية، والأمر يتعلق ببنية المجتمع، التي لا يمكن أن تتغير في شهر أو سنة، بل يستوجب على الاقل خمسة سنوات، وهنا يأتي دور استراتيجية ممتدة على مدة من الزمن، المعيش. أما الزميل عبد اللطيف المتوكل، رئيس الرابطة المغربية للصحافيين الرياضيين، فقد أوضح أن هذا اللقاء التواصلي يهدف إلى التحرك من أجل التصدي لآفة العنف داخل الملاعب الرياضية، والتي تستفحل يوما بعد يوم. وشدد المتوكل على ضرورة "التحرك من أجل الحث عن الحلول الناجعة لمواجهة هذه الافة، خاصة انها تتعلق برأس مالنا البشري، وهم هؤلاء الأطفال والشباب الذين هم عماد المستقبل، ومكان هؤلاء ليس في السجن، بل في المدرسة والملاعب، واليوم من خلال هذا اللقاء التواصلي نحاول طرح بعض الحلول ومن خلالها نساءل السياسات العمومية في مختلف المجالات، الرياضية، التعليم، والتربية ومجال التدبير الترابي لدى الجماعات حول عما هيأوا لأطفالنا، كي يمارسوا الرياضة بقرب سكناهم. والرياضة المدرسية التي تمكن من التربية على القيم الرياضية والتسامح والتنافس الشريف، وبذلك نستطيع أن نتغلب على هذه الآفة. وأشار عبد الرحمان غريب، الاستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية، في تدخله إلى الاسباب الرئيسية لهذه الآفة، وفي مقدمتها تناول حبوب الهلوسة، فضلا عن الظروف المزرية التي تعرفها بعض الملاعب. أما الدكتور محسن بن زاكور، عالم نفس اجتماعي، فقد أوضح أن التربية تبقى من أولويات التصدي للظاهرة، مطالبا باعادة منهجية التربية وعدم اتخاذ مجموعة من الممارسات وذلك من خلال الحوار بعيدا عن العصبية.