قالت مديرة «البيت العربي» بمدريد، السوسيولوجية الإسبانية خيما مارتين مونيوث الجمعة الماضية، إنها مسرورة لتكريمها من قبل مجلس الجالية المغربية بالخارج، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب، أولا لطبيعة العلاقة التي تربطها بالمغرب والتي وصفتها بالوجدانية والمهنية، وثانيا لتزامن هذا التكريم مع الإعلان عن سقوط النظام في مصر التي كانت مجالها الأول للبحث والاشتغال منذ بدايات مسارها الاكاديمي. وأشارت خيما مارتين مونيوث، في تصريح للاتحاد الاشتراكي، خلال حفل تكريمها الذي احتضنه فضاء الصقالة بالدار البيضاء، أن تنحي محمد حسني مبارك عن الحكم انتصار للشعب المصري الذي تشكل شريحته العمرية أقل من ثلاثين سنة حوالي سبعين بالمائة من مجموع ساكنة البلد. واعتبرت السوسيولوجية الاسبانية أن ما يجعل من الثورة المصرية الحالية ثورة استثنائية كونها قادتها شريحة شابة بكل تلقائية دونما تقيد بإديولوجية معينة أو تنفيذ لسياسة حزب ما، الشيئ الذي يجعل منها ثورة مواطنين بامتياز تمكنت من التفوق على نظام ظل جاثما على قلوبهم لعقود. هذا وتميز حفل تكريم خيما مارتين مونيوث، الذي ترأسه رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، بشهادات قدمها كل من الكاتب الصحافي العربي المساري والأستاذ والباحث الإسباني أنتوني سيغور أماس. وأجمعت على أهمية الدور الذي لعبته المحتفى بها من أجل التعريف بثقافة الآخر في أفق تمتين العلاقات داخل الفضاء المتوسطي، وتعميق معرفة المجتمعات المختلفة بعضها ببعض، وترسيخ احترام العقائد والثقافات بين جميع الأطراف.وقد أغنت خيما مارتين مونيوث الدراسات المتعلقة بالعالم العربي في شقها السياسي، إذ تعاملت مع قضايا شائكة في هذا العالم العربي كالهجرة والمعضلات الدستورية والتيار الإسلامي والنزاع العربي الإسرائيلي. كما أسهمت بشكل كبير في نشر معرفة غير نمطية للآخر في الفضاء المتوسطي ساعدت إسبانيا والعالم الغربي على تغيير نظرته للعالم العربي. خيما مارتين مونيوث، التي تتميز أبحاثها بالموضوعية والصرامة العلمية، من مواليد مدريد، وأستاذة في سوسيولوجيا العالم العربي والإسلامي بالجامعة المستقلة لمدريد منذ 1998، وإلى جانب إدارتها ل «البيت العربي»، تشغل منصب مديرة للمعهد الدولي للدراسات العربية والعالم الإسلامي، وعضو المجلس العلمي للمعهد الأوروبي للمتوسط، وعضو مؤسسة (أتمان)، كما أنها عضو في المجالس العلمية للمعهد الملكي آلكانو، ولدليل المتوسط (الرباط)، وقد نشرت العديد من المقالات والدارسات المتخصصة حول العالم العربي والإسلامي، كما أنها مؤلفة للعديد من الكتب «العراق، فشل الغرب»، و»النظام العربي، أزمة الشرعية والرد الإسلامي».