أعرب صلاح عبد السلام الناجي الوحيد من المجموعة التي نفذت اعتداءات باريس في 13 نونبر واعتقل في بروكسل في 18 من مارس، عن رغبته في أن يسلم لفرنسا «للتعاون مع السلطات الفرنسية» كما أعلن الخميس أحد محاميه. ولم ينقل عبد السلام من زنزانته في سجن بروج (شمال غرب) صباح الخميس لحضور جلسة أمام محكمة الاستئناف في بروكسل تخصص لدرس مذكرة التوقيف الأوروبية التي أصدرتها فرنسا بحقه. وقال المحامي سيدريك مواس للصحافيين إن الجلسة أرجئت إلى الساعة لما بعد زوال أمس لإفساح المجال للمدعي بالاستماع إلى أفادته في السجن. وبالمقابل، وجه قاض متخصص في مكافحة الإرهاب الأربعاء التهمة رسميا إلى رضا كريكت المشتبه به الرئيسي في إطار تحقيق حول مخطط اعتداء أحبط في فرنسا، كما أفادت مصادر مقربة من التحقيق لوكالة فرانس برس. وهذا الفرنسي البالغ 34 عاما الذي سبق أن تمت إدانته في بلجيكا في قضية إرهاب ويشتبه بأنه انضم إلى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، أوقف في المنطقة الباريسية. ووجهت إليه بشكل خاص تهمة الانضمام إلى عصابة إجرامية مرتبطة بمشروع إرهابي إجرامي بحسب هذه المصادر. وتم الاثنين تمديد اعتقال كريكت لأكثر من أربعة أيام، وهذا الإجراء الاستثنائي لا يمكن اتخاذه إلا في حال وجود تهديد بهجوم وشيك أو لضرورات التعاون الدولي. وإثر اعتقاله الخميس قبل الماضي في بولوني- بيانكور (الضاحية الباريسية)، أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء «في مرحلة متقدمة» دون مزيد من الإيضاحات. وكان المخطط المحبط لتنفيذ اعتداء في فرنسا الأربعاء قبل الماضي في صلب تحقيق واسع في ثلاث دول أوروبية ما سلط الضوء على تشعبات الشبكات المتطرفة بعد اعتداءات 22 مارس في بروكسيل. والتحقيق في اعتداءات بروكسيل التي ارتكبها تنظيم الدولة الإسلامية منفذ اعتداءات باريس في 13 نونبر (130 قتيلا) يتركز على المشتبه به الرئيسي الفار. وقتل 32 شخصا في الاعتداءات التي هزت مطار بروكسل ومحطة المترو. وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الاعتداءات. وتبحث الشرطة عن «رجل بقبعة» رصد على صور التقطتها كاميرات المراقبة إلى جانب انتحاريي المطار، وترك حقيبته المفخخة وفر. وللمحققين اسم أيضا أو بالأحرى اسم مزيف بعد أن عثر على بصمات رجل معروف باسم نعيم الحامد في شقة في بروكسيل انطلق منها المهاجمون إلى المطار وعثر فيها على متفجرات. ويتساءل المحققون ما إذا كان المشتبه به الغامض هو المهاجم الثالث في المطار أو شخصا آخر فارا. بموازاة التحقيقات الفرنسية - البلجيكية المعقدة كشفت قضية أخرى تشعبات أوروبية: مخطط لتنفيذ اعتداء «في مرحلة متقدمة» قالت باريس إنها «أفشلته» الأسبوع الماضي في فرنسا. وفي الوقت نفسه يتخذ القضاء الهولندي الذي يعتقل شريكا مفترضا لكريكت هو الفرنسي انيس ب. الذي تطالب فرنسا بتسليمه، قرارا الأربعاء حول احتمال توجيه التهمة إلى ثلاثة رجال اعتقلوا مساء الأحد كانوا برفقته في روتردام. ونفذت الشرطة عملية جديدة ليلا في هذه المدينة الواقعة غرب هولندا لكنها لم تفض إلى اعتقالات جديدة أو ضبط أسلحة بحسب النيابة الهولندية. وفي بروكسل أرجئت إلى 7 أبريل جلسة اتخاذ قرار حول تمديد حبس جزائريين على صلة بكريكت هما عبد الرحمن ورباح عمر ورباح أ. في ال38 وال34 من العمر على التوالي، حسب ما أعلنت النيابة الفدرالية. وبالموازاة، أعلن رئيس بلدية حي مولنبيك في بروكسل الثلاثاء حظر مسيرة معادية للمسلمين نظمها اليمين المتطرف في الحي المضطرب، فيما لا تزال المدينة تعاني من تبعات الاعتداءات الانتحارية. وكانت مجموعة شبابية من اليمين المتطرف نشرت رسالة على موقعها تطلب من أنصارها التوجه إلى مولنبيك السبت للقيام بمسيرة تحت شعار «لنطرد الإسلاميين». ويعتبر هذا الحي الفقير الذي يسكنه مهاجرون معقلا للتطرف الإسلامي، واعتقل المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس صلاح عبد السلام في هذا الحي في وقت سابق من الشهر الحالي على بعد أمتار قليلة من منزل عائلته. وقال رئيس بلدية مولنبيك فرانسوا شبمانز إن قرار حظر التظاهرة يأتي بعد محادثات مع الشرطة وغيره من رؤساء بلديات المناطق الأخرى. وفي مؤشر على التوتر في العاصمة التي لا تزال في حالة حداد، أطلقت شرطة مكافحة الشغب خراطيم المياه في عطلة نهاية الأسبوع الماضي لتفريق مشاغبي كرة قدم يمينيين هتفوا بشعارات معادية للمهاجرين وأزعجوا أشخاصا كانوا يتجمعون لتكريم ضحايا اعتداءات بروكسل.