أكد الاخ محمد اليازغي على حقيقتين تتعلقان بالمغرب الاولى مرتبطة بحقيقة جغرافية وأخرى تاريخية، وفصل القيادي اليازغي هاتين الحقيقتين وهو يتحدث أمام المئات من المناضلين والمواطنين مساء يوم الجمعة الماضي بدار الثقافة سيدي محمد بلعربي العلوي بالمحمدية، بدعوة من فرعي الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب التقدم والاشتراكية في موضوع »تطورات القضية الوطنية واسئلة المستقبل، حيث أكد أن المغرب بلد متوسطي ،جبلي، وصحراوي. هذه الابعاد كلها يتشكل منها بلدنا، وبالتالي فالبعد الصحراوي جزء من كيانه، ولايمكن تصور المغرب بدون ذلك. اما الحقيقة التاريخية فهي أن هذه المنطقة عاشت في المغرب منذ القدم، وساكنتها تشكلت من مزيج من قبائل عدة. وهي التي شكلت بنيته الأساسية، سواء تعلق الامر بالانسان الامازيغي أو العربي أو الاندلسي أو الزنجي. وعدد محمد اليازغي الأخطاء المرتكبة من طرف المغرب، فأول خطأ أقدم عليه الحكم المغربي، هو حل جيش التحرير ليتم ادماجه في الجيش المغربي، الشيء الذي حرم البلاد من أداة تحرير، هذه الاداة التي حاول الشباب استخدامها، إلا أن الحكم المغربي تعامل مع هؤلاء الشباب الذين أرادوا تحرير الساقية الحمراء معاملة قاسية. وذكر اليازغي في هذا المجال بأن العديد من الاسماء اتصلت به واجتمعت معه في منزله سنة 1972، وذكر هنا الوالي، الحضرمي العروسي، ماء العينين، وكان بصحبة اليازغي مجموعة من القادة الاتحاديين على رأسهم المناضل محمد منصور حيث تم الاتفاق على تحرير المناطق المستعمرة ، وقد تظاهر هؤلاء الشباب سنة 1972 بطانطان، لكن تم قمعهم من طرف اوفقير، مما حدا بالعديد منهم الى التوجه الى خارج الوطن، وحاولوا تأسيس حركة للتحرير، هذان الخطآن عقدا على المغرب استرجاع الساقية الحمراء ووادي الذهب. وفي إطار بسط المجرى التاريخي للاحداث والوقائع المرتبطة بمسار قضيتنا الوطنية، أكد محمد اليازغي ان الجنرال فرانكو اختار وقتا مناسبا لتأسيس دويلة في الساقية الحمراء ووادي الذهب تكون تابعة له . هذه الظرفية كانت مرتبطة بالقمع الذي كان يعرفه المغرب والمحاكمات الجارية آنذاك، والتي أبرزتها هيئة الانصاف والمصالحة. اذ كانت البلاد تعيش وضعا مأساويا، واختناقا كبيرا. اذ ثلثا قيادة الاتحاد كانت في السجن، ومقراته كانت مشمعة، ويتذكر اليازغي ان الفقيد عبد الرحيم بوعبيد زاره، وأسر إليه ان الراحل الحسن الثاني نادى عليه وأخبره بمخطط فرانكو، الا أن جوابي يضيف محمد اليازغي كان هو اذا كان الحسن الثاني قد اختار الوطنية، فلا يمكن الا نكون معه. ولا يهم اننا في السجن، وهكذا تم اقتراح من طرف الاتحاد، اللجوء الى محكمة العدل الدولية وطرح السؤال على هذه المحكمة ان كانت هذه الارض خلاء ، كما تزعم اسبانيا، وكان جواب المحكمة، ان هناك علاقة بيعة بين السكان وسلاطين المغرب، الا أنها اضافت في جوابها نقطة إضافية لم تكن واردة في السؤال أصلا، مضيفة ان هذا لايمنع من إجراء استفتاء، وقد استطاع المغرب رص صفوفه الداخلية وتنظيم المسيرة الخضراء. هذه الضغوطات أدت بإسبانيا الى فتح مفاوضات، والتي كانت ثلاثية ، بعد أن تم اقتراح اضافة موريطانيا، وهو المقترح الذي كانت تروم اسبانيا من خلاله إحراج المغرب الا أن هذا الاخير أفشل الخطة الاسبانية الجزائرية، هذا الاتفاق، عرف موافقة الجماعة الصحراوية التي كان يترأسها سعيد الجماني.. وبذلك انسحب المستعمر الاسباني، واسترجع المغرب سيادته وسلطته على الساقية الحمراء ووادي الذهب. وأضاف في إطار معرض حديثه عن تطور الاحداث وتسلسلها ان الجزائر استغلت الهجوم على نواكشوط، وتم قتل الوالي، وبعد ان دخل الجيش المغربي الى وادي الذهب وجد العاطفة الوطنية متجذرة لدى كل القبائل، لكن الجزائر لم تقبل بهذا الواقع فأقدمت على تأسيس جمهورية وهمية، حيث قامت بالدعاية لها، اذ اعترفت بها 80 دولة، لكن هذا العدد تراجع في السنوات الاخيرة، وأضاف أن المغرب كان يريد ان يطرح هذا المشكل على أنظار الجامعة العربية، لكن الجزائر رفضت هذا المقترح من منطلق أنهم يدركون ان العرب يعرفون تاريخ الدول. بالمقابل أكدت الجزائر علي اللجوء الى الاطار الافريقي، الذي كان ملغوما خاصة اذا علمنا ان مسألة الحدود الموروثة عن الاستعمار والتي قسمت القبيلة أحيانا الى قسمين، لم تكن مسألة تهتم بها هذه الدول الافريقية، بعدما اتفقت على ألا تكون هناك أية مراجعة لهذه الحدود بين الدول في الاتفاق المبرم سنة 1963، وهو الاتفاق الذي تحفظ عليه المغرب.. وحين طرح ملف قضيتنا على منظمة الوحدة الافريقية سنة 1981، عارضه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وطالبنا إن كان هناك من استفتاء، فليعرض على مجموع الشعب المغربي، هذه النقطة شكلت خلافا كبيرا بين الاتحاد والراحل الحسن الثاني، حيث تم نفي قادة الاتحاد الى ميسور. وحين قبل المغرب الاستفتاء داخل منظمة الوحدة الافريقية، طالب الجزائريون بضرورة انسحاب الجيش المغربي، وتسليم الادارة لتشرف عليها الاممالمتحدة. بعد هذه المراحل التي عرفها مسار القضية الوطنية، انتقل محمد اليازغي الى مرحلة المخطط الذي سمي بمخطط السلام. حيث تم فيه ايقاف إطلاق النار، ووضع قائة لمن لهم الحق في التصويت، وتم تشكيل لجنة لتحديد الهوية، حيث أعطيت الصلاحية لتقديم الفيتو للطرفين معا في هذه العملية، مما جعل جبهة البوليزاريو تعمل على رفض تسجيل أكثر من 100 ألف صحراوي، وبالتالي أصبح هناك مشكل قائم، مما حتم على المغرب رفض تنظيم استفتاء لأنه غير ديمقراطي، خاصة وان الاممالمتحدة لم تحدد مسطرة للاستفتاء، ولم تضع آلية واضحة كذلك، بعد هذه المرحلة تم تعيين بيكر كممثل شخصي للأمين العام للامم المتحدة، وهنا وضع بيكر مخططه الاول، القريب من مقترح الحكم الذاتي المغربي الذي جاء به المغرب سنة 2006 ، وقد قبل المغرب المبدأ، الا أن الجزائر والانفصاليين رفضوا هذا المخطط، ليأتي المخطط الثاني الداعي الى إقامة دولة للانفصاليين، وهو ما رفضته بلادنا ليتخذ مجلس الامن خطوة أخرى، حيث طلب من الاطراف المعنية بايجاد حل سياسي متوافق عليه وهو الموقف الذي مازال قائما لحد الآن. وسجل اليازغي أن الجزائر ترفض المفاوضات بشكل مباشر مع المغرب ، وتزعم انها تساند البوليزاريو فقط، ويضيف ان المغرب لو أصر على جعل الجزائر الطرف الاساسي في عملية المفاوضات. لكانت هناك حرب بين الجانبين، مثلما حصل بين إيران والعراق.حينما بدأت المفاوضات تحت إشراف الاممالمتحدة بعدما رفضت الجزائر الممثل الشخصي للامين العام للامم المتحدة المنحدر من »البيرو«، في ظل تأكيد بلادنا على أنه لايعارض أية شخصية، بخلاف الجزائر التي تصر على ان يكون هذا الممثل من الولاياتالمتحدةالامريكية اعتقادا منها ان ذلك من شأنه ان يجعل أمريكا تضغط على المغرب،تم الوصول الى تبادل الزيارات الخاصة بالعائلات. الصحراوية، لكن العنصر الجديد والأساسي في هذا المسار هو المقترح الذي جاء به المغرب وهو الحكم الذاتي للساقية الحمراء ووادي الذهب الذي ينص على أن يكون هناك برلمان جهوي منتخب على شقين، الأول سيتم فيه الاقتراع السري المباشر لكل الساكنة، والثاني تصوت عليه القبائل الصحراوية والبرلمان يتولى تعيين رئيس الحكومة الجهوية على أساس يتم تزكية ذلك بظهير، وبالتالي يصبح مندوبا للدولة. وهو الذي يشكل حكومته بتصويت من الاغلبية، واعتماد مجلس اقتصادي واجتماعي الى غير ذلك من الاجراءات، وهو ما يجعل المواطنين يسيرون شؤونهم. واعتبر اليازغي هذا الأمر يشكل ديمقراطية حقيقية. وأردف أن الحكم الذاتي لا يمكن تطبيقه إلا إذا وصلنا الى اتفاق مع البوليزاريو. لذلك أكد جلالة الملك أن المغرب لن ينتظر إلى ما لا نهاية. وبالتالي أكد أنه ستطبق الجهوية الموسعة وتمنى اليازغي أن تخرج اللجنة المكلفة بذلك بنتائجها لإعطاء مصداقية لهذه الجهوية الموسعة على أساس الاستمرار في المفاوضات وأضاف أن مجلس الأمن نص على أن هناك مقترح حكم ذاتي بالمقابل هناك مقترح للبوليزاريو، إلا أن مجلس الأمن أكد على مصداقية المقترح المغربي. ودعا الدول الكبرى لإقناع الجزائر بالتفاوض من منطلق المقترح المغربي. في الجلسة الأخيرة،يضيف اليازغي إن المغرب ومن أجل إخراج المفاوضات من المأزق الذي تعرفه، طلب من الجزائريين المشاركة بشكل أكبر في المفاوضات على أساس أنها تحتضن اللاجئين، ومطروح عليها عملية إحصائهم .فعملية الاحصاء يرى فيها المغرب ضمانة للاجئين أنفسهم ولحياتهم، إلا أن الجزائر ترفض هذا الأمر باستمرار، خاصة إذا علمنا أن هناك جنسيات أخرى داخل المخيمات غير الصحراويين المغاربة، وهذه العملية ستظهر أن الاغلبية توجد في أقاليمنا الصحراوية، وبخصوص المغالطات التي يتم الترويج لها، التي تدعي بأن هناك ثروات بأقاليمنا الصحراوية، نفى اليازغي هذه الادعاءات، مشيرا الى أن الفوسفاط بهذه المناطق لا يمثل إلا نسبة %1 من مجموع الناتج المغربي، في حين أضاف أن الشعب المغربي ضحى كثيرا من أجل تجهيز هذه المناطق، وبناء مؤسساتها وبنياتها التحتية، ومع ذلك فالمغرب مطلوب منه الاستمرار في هذه الانجازات وتقويتها. وذكر اليازغي في كلمته بما خلفه الاستعمار من منشآت بهذه المناطق المغربية والمتمثلة في ثكنة عسكرية وميناء صغير ومؤسستين تعليميتين فقط، والمغرب هو الذي عمل على تأهيل مناطقنا الجنوبية. مما جعل العديد من الدول كموريطانيا وتشاد والنيجر تنظر الى تلك المنطقة رؤية مغايرة، داعيا المستثمرين المغاربة الى الاستثمار في هذه المناطق. وإيجاد مناصب شغل للشباب، مؤكدا أنه لا يعقل أن يكون عدد العاطلين في العيون مثلا أكثر من عدد العاطلين في الدارالبيضاء. إذ تصل النسبة هناك الى 19% . وشدد على أن الانفصاليين لا يستطيعون إقناع الرأي العام الديمقراطي بأطروحتهم، لذلك اختاروا استراتيجية الصراع من الداخل لإقناع الساكنة بضرورة الانفصال. اعتقادا منهم أن هذا الصراع سيؤثر على الرأي العام الدولي. في أفق أن تطرح مسألة تدخل المينورسو بعد أن يتم الصراع بين الوحدويين والانفصاليين. في هذا السياق عرج على أحداث اكديم إيزيك وأحداث العيون، معتبرا أن ما جرى خلف جروحا كبيرة في الجسم المغربي، ورأى أن المهم هو انخراط المغرب في ترسيخ الديمقراطية من خلال الإصلاحات السياسية والدستورية والاجتماعية، وترسيخ الجهوية الموسعة لمساهمة الساكنة في تسيير شؤونها. في نفس الوقت لابد للمغرب أن يستمر في المفاوضات. أثناء أحداث أكديم إيزيك، يقول اليازغي، رفض البوليزاريو الدخول الى الاجتماع، إلا أن الأممالمتحدة نصحتهم بغير ذلك. كما أن مجلس الأمن رفض أن يجري تحقيقا. ومن الناحية الميدانية فالقضية في صالح المغرب. ونتمنى أن تأخذ الحكومة الجزائرية بعين الاعتبار ما حدث في تونس ومصر. والقبول بالحكم الذاتي إذا كانوا فعلا يحبون الصحراويين، لأن ذلك يساعدنا جميعا على بناء المغرب العربي، الذي يبقى الإطار الحقيقي من أجل أن نتبوأ مكانة أمام التكتلات الاقليمية الأخرى، سواء الأوربية أو غيرها. من جانبه أكد عبد الرحمان المزواري كاتب فرع الاتحاد الاشتراكي بالمحمدية الذي قام بتسيير هذا اللقاء ، أكد أن البشير الدخيل كان الشاهد التنظيمي والسياسي لميلاد جبهة البوليزاريو، وهو الذي ركب اسما بالإسبانية ليخترع لفظة »بوليساريو« اختزالا للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب. وطبعا لأول مرة في جريدة »20 ماي« بمطبعة جزائرية في ساحة الأمير عبد القادر بالعاصمة الجزائر، يقول عبد الرحمان المزواري، ويضيف في تعريف له للبشير الدخيل، أنه في أبريل 1973، حضر البشير في اجتماع انعقد بالزويرات الموريتانية حيث كانوا 21 فردا، التقوا لإنشاء حركة مسلحة لاستكمال تحرير المغرب قبل أن تمتد يد المؤسسة العسكرية الجزائرية، وتسرق منهم هذا الهدف وتضع بدله »تحرير الصحراء المغربية« في سياق مناهضتها للوحدة الترابية، وكان رفيقا للولي مصطفى ومتشبثا بأفكار ونضالية محمد إبراهيم بصيري. وأضاف أنه عاد الى أرض الوطن قبل 18 سنة، ليقدم للتاريخ حقائق حركة اسمها البوليزاريو التي توجد اليوم تحت الهيمنة المطلقة للنظام الجزائري، ويقدم صورا فظيعة لمعاناة المغاربة المحتجزين بمخيمات تيندوف. وأضاف المزواري أنه رغم مرور 35 سنة على استرجاع المغرب لأقاليمه الصحراوية، لم تظهر بعد في الأفق بوادر التوجه نحو قبول الحل الواقعي والعملي المقترح من طرف المغرب. مشددا على أن المفاوضات بين المغرب والبوليساريو تكاد تكون حوار الصم ولا تبرح مكانها ، اللهم ما يستشف من الجولة الخامسة التي اقترح فيها المغرب مقاربة جديدة تبدأ بكسر الطابو حول حقيقة الثروات الفوسفاطية والبحرية في الاقاليم الصحراوية مع ضرورة توسيع وتنويع الاطراف المشاركة في التفاوض. وبسط واقع البوليزاريو اليوم مع التوجهات والارتباطات الإرهابية للكثير من أطره والمتاجرة في التهريب والمخدرات، كما تطرق الى أحداث العيون وما تركته من جروح عميقة تدعو الى سن مقاربة جديدة تسمو بالقضايا الوطنية المقدسة عن كل مزايدة سياسوية وانتخابوية، متسائلا في ظل هذه الأوضاع: كيف يمكننا الإبقاء على الأمل مستمرا وهاجا؟ وكيف نستطيع صلاح ما أفسدته الأخطاء المتراكمة عبر كل هذا الزمن؟ البشير الدخيل أكد في مداخلته على مسار ميلاد حركتهم النضالية قبل أن تسطو عليها الجزائر وتحولها عن مسارها. بعد أن سافرت هذه المجموعة المغربية إلى الجزائر، التي كانت تعتبر نفسها »مملكة الثوار.« وأكد أن الجزائر تدخلت في الشؤون الداخلية وفرضت قيادة البوليزاريو، وذلك أيضا بمسار المفاوضات مرورا بمحطة 1991، الذي تدخلت المينورسو لكيلا تكون هناك حرب، وبعد ذلك جاءت عملية تحديد الهوية والعراقيل التي تمت في وجه هذه العملية، وتطرق إلى الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب. الذي يركز على الخصوصية، إذ أن كل الدول الديمقراطية بنيت على نوع من الحكم الذاتي بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية. وهو يتماشى مع المبادئ الديمقراطية، معتبرا أن الحكم الذاتي هو مطلب معظم الصحراويين المغاربة. وبخصوص أحداث أكديم إزيك أشار إلى أن هناك أخطاء في التسيير أدت إلى ذلك، على اعتبار أن العديد من مطالب المواطنين لا تصل الى الدولة، وهو ما جعل المواطن يطالب بأن تكون له علاقة مباشرة مع المسؤولين بعيدا عن أية وساطة، وأشار إلى أن البوليزاريو يعي تماما أنه لا يمكن أن تكون هناك حرب، لذا يحاول أن تكون هناك انتفاضة وعدم استقرار، وذكر بأن الاتفاقية الثلاثية تعطي الشرعية للمغرب، مشيرا الى ما وقع في تونس ومصر. ومن ثمة يقول إن الحل الديمقراطي هو الحل. وعبر عن رفضه لكل أنواع العنف مهما كان مصدرها، مؤكدا على أن البوليزاريو لم يعد له استمرارية في الداخل، على اعتبار أن المواطنين هناك لهم هموم أخرى، مشددا أيضا على أن الحكم الذاتي هو الفرصة لحل المشكل. كما أن الجهوية، تشكل فرصة لإعادة تأسيس الدولة، كما لم يفته التذكير بحرية التعبير والتنقل والتجول داخل المغرب بالمقارنة مع ما تعرفه مخيمات تندوف من قمع وحصار. وذكر البشير دخيل بضرورة فتح أبواب التواصل مع الجمعيات المدنية والأحزاب الإسبانية، مشيدا في هذا الصدد بالمبادرة التي كانت وراء تكوين لجنة من الأساتذة الجامعيين الإسبان الذين جاؤوا الى المغرب. ووثقوا الوضع بالأقاليم الصحراوية قبل الاستقلال وبعده. ورأى أن السلاح الحقيقي هو اقناع الشعب الإسباني بمثل هذه المبادرات، وليس عن طريق تقديم الفلكور، بل بالمعطيات الحقيقية عن طريق التواصل واعتماد الكفاءات في هذا المجال. نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية فند الأطروحة الانفصالية التي تزعم أن المغرب بلد محتل، مؤكدا أنه ليست هناك أية وثيقة تثبت ذلك. إذ أن التعريف للقوة المحتلة من باب مرجعية الأممالمتحدة. يشير إلى ذلك حيثما يكون الأمر مرتبطا بنزاع مسلح. أي عندما يكون بلد ما له سيادة على منطقة شرعية، وتدخلت قوة أخرى لتحتلها بالعنف. والحال أن المغرب حيتما استرجع أرضه سنة 1975 من خلال المسيرة الخضراء، كان هذا التراب تحت سيطرة القوة المحتلة آنذاك اسبانيا. والتاريخ، يضيف بنعبد الله يفند هذه الأطروحة ويعطي الشرعية للمغرب. كما عرج على المحطات الخاصة بملف هذه القضية بالتفصيل. وذكر بالاستثمارات التي قام بها المغرب في الأقاليم الجنوبية إذ بلغت ما بين سنتي 2000 و2005، ما مجموعه 9,5 مليار درهم من ميزانية الدولة في حين بلغت الاستثمارات من وكالات الجنوب ما بين سنتي 2006 و2009 ما مجموعه 7.7 ميار درهم مطالبا بتحسين الأوضاع القائمة. وذكر أيضا بأحداث أكديم أزيك. ومحاولة البوليزاريو والجزائر مراقبة حقوق الإنسان بهذه المناطق المغربية، معتبرا أن بلادنا تعرف مناخا ديمقراطيا وتعددية، ويمكن للمواطنين هناك أن يحتجوا كما يحتج المواطنون بالمحمدية على خلفية الفيضانات و المطالبة بالسكن، في الوقت الذي نجد انتهاكات جسيمة بمخيمات تندوف، حيث يحاولون اخفاء هذا الواقع. إذ أن المفوضية العليا للاجئين ليس لها الحق في عملية الإحصاء. وشدد على أن موضوع الصحراء يربح فوق التراب الوطني في ارتباطه بالقضايا المتعلقة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والتوزيع العادل للخيرات، معتبرا أن ما أقدمت عليه بلادنا في المجال الديمقراطي والحقوقي وإعلان النوايا في المجال الاجتماعي ،سهل على المغرب ترويج مقترحه. وأكد على أنه بالنظر لما تعرفه منطقتنا. على المغرب أن يربح قضيته من خلال مشروع تقدمي حداثي ديمقراطي. وهي المجهودات التي تمت بنضالات وكفاحات خاضتها أجيال من المناضلين قبل الاستقلال وبعده. رغم ظروف القمع. والتي أصبحت مرجعا في الخطاب الرسمي المغربي. مطالبا بتدبير أحسن وأنجع. كما ذكر بأحداث اكديم ازيك التي تشير إلى التدبير السيء، وارتباك واضح. حيث تم ادخال الحسابات السياسية التي لا علاقة لها بالقضية الوطنية، مطالبا بمصالحة حقيقية، والاستمرار في المجهودات التنموية. كما ذكر بأن الأحزاب الوطنية كانت ممنوعة من القيام بالتأطير الحزبي. هناك ملمحا الى استمرار النزعات القبلية التي تشكل الخلية التأطيرية سواء بهذه الأقاليم وغيرها. وهو ما يجب التغلب عليه من أجل مجتمع حداثي ديمقراطي، وأشار إلى أن خلفيات هذه الأحداث هي التلاعب للسيطرة وفبركة خريطة سياسية معينة والزعامة، ومحاولة السيطرة أيضا على القرار في المناطق الصحراوية وفي كافة مناحي الدولة المغربية، في هذا الإطار أكد على ضرورة التحضير لمحطة 2012، ذلك أن المنتظم الدولي ينظر إلينا باهتمام. نظرا لما حدث في تونس ومصر. رغم أن الواقع المغربي مغاير تماما لهذين البلدين، ورأى نبيل بنعبد الله أن الاستقرار هو قيمة ثورية بامتياز. وشدد على ضرورة أن تدخل البلاد في جيل جديد من الإصلاحات في جميع المجالات، لينظر إلينا كنموذج وكتجربة متميزة. ومن اليقين، يضيف الأمين العام لحزب التقدم و الاشتراكية، سنربح معركة الوحدة الترابية. من جانبه شدد لمقدم الحديوي كاتب فرع حزب التقدم والاشتراكية بالمحمدية على هذه الخطوة التي أقدم عليها الحزبان معا على مستوى المحمدية، وأبدى تضامنه مع الشعوب الصديقة التي تناضل من أجل الديمقراطية، سواء في تونس أو مصر. مذكرا بكفاحات الشعب المغربي وقواه الحية دفاعا عن الوحدة الترابية.