اللحميات الأنفية هي عبارة عن نسيج لمفاوي موجود في المنطقة التي تُعرف بالبلعوم الأنفي، وهي جزء من حلقة من الأنسجة اللمفاوية الموجودة في البلعوم، وتتكون من اللوزتين إضافة إلى نسيج لمفاوي على النهاية الخلفية الجانبية للسان من الجهتين. وجميع هذه الأنسجة قد تتضخم ويزداد حجمها عند وجود الالتهابات أو أي أسباب أخرى. ولا يسبّب تضخم النسيج الموجود على اللسان أو في المنطقة الخلفية للبلعوم الفموي صعوبة في البلع أو التنفس، وذلك لصغر حجمه، ومهما كان التضخم فإنه لا يصل لدرجة تشكيل عائق كما هو الشأن بالنسبة للوزتين واللحميات الأنفية، إذ أن تضخم اللوزتين قد يسبب صعوبة في التنفس أو صعوبة في البلع أو الشخير وغيرها، وهي الحالات التي يمكن اللجوء فيها إلى التدخل الجراحي. أما بالنسبة ل «اللحميات» الأنفية، فإن تضخمها قد يؤدي إلى صعوبة في التنفس من الأنف وتعويض ذلك بالتنفس من الفم والشخير، وإلى التهابات الجيوب الأنفية، والتهابات الأذن الوسطى المتكررة، إضافة إلى تجمع السوائل خلف طبلة الأذن، لأنها عندما تتضخم تتسبب في انسداد قناة «استاكيوس» التي تصل بين البلعوم الأنفي والأذن الوسطى، وقد تكون أيضا بؤرة للالتهابات. وجدير بالذكر أن اللحميات الأنفية عادة ما تتقلص في الحجم، تماشيا مع نمو الطفل، وذلك انطلاقا من سنة 7 سنوات إلى أن تختفي تقريبا في سن الثانية عشرة، إلا أنه في بعض الحالات تتواجد عند من هم أكبر من هذا السن. وبعد تشخيصها والكشف عنها هناك عدة سبل علاجية تنطلق بالأدوية لكن في غياب فعاليتها يمكن الانتقال إلى التدخل الجراحي إذ يتم استئصالهما مع اللوزتين متى تبيّنت الحاجة لذلك، و إزالة سوائل طبلة الأذن في حال وجود سوائل خلف الطبلة.