لم تكن نهاية الأسبوع الماضي عادية بالنسبة للشابين حمزة شيباطي، الملقب ب «دجيزي» وعز الدين السعيدي، المنتميين إلى أولترا «غرين بويز» واللذين قررا الانتقال إلى العاصمة التشادية نجامينا، للقيام ببعض الترتيبات اللازمة، في انتظار التحاق ثلاثة آخرين من زملائهم لتشجيع الرجاء البيضاوي في مباراته ضد توربيون التشادي، برسم إياب الدور التمهيدي من منافسات عصبة أبطال إفريقيا. الشابان عاشا يومين من المعاناة، تعرضا خلالها لصنوف من التعنيف والإهانة، سواء في مطار أورلي أو بمطار نجامينا. حمزة شيباطي، الذي زارنا بمقر الجريدة، أكد أنه غادر رفقة زميله عز الدين مطار الدارالبيضاء حوالي الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأحد الماضي في اتجاه العاصمة الفرنسية، على أن يتوجها منها إلى تشاد، إلا أنهما بمطار باريس خضعا لتفتيش دقيق، فقدا على إثره أمتعتهما الخاصة وكذا وسائل التشجيع، باستثناء «الباش»، كما فاتهما موعد الطائرة المتوجهة إلى نجامينا، فاضطرا إلى البقاء بباريس، حيث أجبرهما رجال الأمن بالمطار على ضرورة المبيت بأحد مراكز الاحتجاز، التابعة للاتحاد الأوروبي، والمخصص للمهاجرين غير الشرعيين. «بتنا هناك، يتابع حمزة، وتوجهنا إلى المطار في اليوم الموالي، عند حدود الثانية عشرة زوالا، وتوجهنا إلى العاصمة التشادية في تمام الثانية من بعد زوال يوم الاثنين، غير أن المفاجأة غير السارة، كانت بالنسبة لنا، هي استحالة مغادرة المطار، الذي وصلنا إليه حوالي العاشرة ليلا، لعدم توفرنا على تأشيرة دخول الأراضي التشادية. سلطات المطار التشادي، وبعد أن اطلعت على هويتنا، «تعاملت معنا بعنف كبير، خاصة عندما أكدنا لها أننا مشجعان رجاويان، وأننا هنا لتشجيع فريقنا. وبعد أخذ ورد أخبرونا أن المباراة ألغيت بعد اعتذار فريق توربيون، وأنه علينا العودة من حيث أتينا». وختم «دجيزي» بأنه قضى رفقة زميله عز الدين حوالي ثلاث ساعات في «ضيافة الشرطة التشادية»، التي عاملتهما بطريقة لا تخلو من عنف وإهانة. دجيزي ورفيقه عادا إلى مطار باريس ليلة الاثنين /الثلاثاء، ومنه إلى الدارالبيضاء، التي حلا بها في حوالي الحادية عشر والنصف من صباح الثلاثاء. الأكيد أن هذه الرحلة، التي فاقت 48 ساعة، والتي كلفت كل واحد من المناصرين الأخضرين ما يناهز ستة آلاف درهم، ستبقى موشومة في ذاكرتيهما، لكنها لن تكون الأخيرة لهما رفقة الرجاء.