احتضنت ميدلت لقاء تم تنظيمه لعرض مشروع الطاقة الشمسية- نور ميدلت رسميا، والذي اعتبره المراقبون على مستوى الإقليم، ب "الطموح والمنسجم" مع انتظارات كبيرة في تقوية التنمية بكل أبعادها ومجالاتها على صعيد المنطقة. وكانت الوكالة المغربية للطاقة الشمسية (مازين) قد ذكرت، ضمن بلاغ لها، أنه بالموازاة مع المشاريع التي تم إطلاقها بورزازات والعيون وبوجدور، شرعت في تطوير المرحلة الأولى للمركب الطاقي "نور ميدلت"، مؤكدة أنه من المرتقب أن تشمل هذه المرحلة واحدة أو العديد من محطات الطاقة الهجينة، التي تجمع بين الطاقة الشمسية الحرارية والكهروضوئية، بطاقة تبلغ حوالي 400 ميغاواط لكل محطة. وشهد اللقاء حضور ، إلى جانب عامل الإقليم، شخصيات عسكرية وقضائية وأمنية، وفعاليات منتخبة، سياسية، اقتصادية، مهنية، جمعوية وإعلامية، ونواب عدد من الأراضي السلالية، وتميز بعرض مفصل وشامل حول المشروع المذكور، تقدم به المشرفون عليه بالوكالة المغربية للطاقة الشمسية، حيث تعرف الحاضرون على مختلف الجوانب المتعلقة بهذا المشروع، وضمنه مشروع نور ميدلت كمركب لإنتاج الكهرباء بواسطة الطاقة الشمسية بسعة إجمالية دنيا قدرت بحوالي 500 ميغاواط، وهو ما يعادل تغطية حاجيات مليون نسمة، وفق مراسلة في الموضوع تسلمت "الاتحاد الاشتراكي" نسخة منها. وفي ذات السياق، أكد المشرفون على المشروع، أن مساحته الإجمالية تبلغ 4150 هكتارا، اختير أن يكون موقعها، بعد دراسة معمقة، بمكان يتمتع بنسبة قوية من أشعة الشمس وقريب من ماء سد الحسن الثاني، مع إمكانية متاحة للربط الكهربائي ، على أن يكون بعيدا عن التجمعات السكنية من باب تفادي التأثير على أية كائنات حية داخل أو بمحيط المشروع، حيث تم تصميم الموقع تقنيا لإيواء تكنولوجية الطاقة الشمسية المركزةcsp ، والطاقة الشمسية الضوئية pv وألواح الطاقة الشمسية الضوئية المركزةpvs، ما يمكن الطاقة الشمسية المركزة من إنتاج الحرارة وتحويل الإشعاع الشمسي إلى طاقة حرارية عن طريق تركيز الأشعة. ولتهيئة المشروع، أفاد العرض المقدم في اللقاء، بأنه سيتم إعداد بنية تحتية للمياه وللطرق الفرعية، وإنشاء جسر على وادي سيدي عياد ومحطة لتحويل الكهرباء داخل موقع المشروع، على أساس إنشاء الطريق الرئيسي المعبد المؤدي إلى موقع المشروع على مسار المسلك القائم، والذي يوجد مدخله على الطريق الوطنية رقم 13 مع إحداث طريق استغلال على مسار المسلك الرابط بين سد الحسن الثاني وموقع المشروع، وتبلغ التكلفة الإجمالية الاستثمارية فيما يخص البنيات التحتية المشتركة1 ملياردرهم، وتبلغ في ما يخص توليد الطاقة ما لا يقل عن 20 مليار درهم. ويعتبر المشروع، حسب مصادر من ميدلت، رافعة اقتصادية بالنسبة للإقليم، وسيمكن من توظيف يد عاملة مهمة، خلال مرحلة البناء التي قد تستغرق من ثلاث إلى خمس سنوات -أكثر من 1000منصب شغل لكل محطة إنتاج 600 إلى 800 منصب شغل بالنسبة للبنيات التحتية المشتركة والنقل والخدمات، علاوة على دعم الاستثمار في الإقليم والجهة-وقد حددت دراسة المشروع الآثار البيئية السلبية للمشروع، بوضع تدابير إجرائية وقائية للحد من خطورتها على المحيط العام، وخلصت الدراسة إلى ايجابيات المشروع بيئيا، وانعدام الآثار السلبية التي لا يمكن التغلب عليها. الحضور، الذي لم يتخلف عنه مناضلون من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، يتقدمهم عبدالله علاوي، تناول في تدخلاته بعض الهواجس والتخوفات من الآثار السلبية للمشروع، والتي أخذها المشرفون بعين الاعتبار من خلال طمأنة الجميع بأن الدراسات أكدت ايجابية المشروع بيئيا، علاوة على استعداد الوكالة للانخراط في مشاريع اجتماعية قد تساعد في وضع المنطقة على سكة التنمية الصحيحة علما بأن ميزانية المشروع ضخمة جدا، وستستثمر فوق أرض حباها الله بمؤهلات طبيعية وشمسية قادرة على احتضان هذا الاستثمار الضخم، وربح رهان إنتاج طاقة كهربائية، سيما أن المغرب يطمح بقوة إلى رفع حصة الطاقات المتجددة إلى 52 في المائة سنة 2030، في أفق وضع بلادنا في مصاف الدول المعنية بمكافحة التغيرات المناخية.