يعتبر بلع الأطفال والأشخاص الدهانيين لأجسام غريبة حالة شائعة ومتعددة الأسباب، عرضية أو إرادية، تتطلب تدخلا طبيا سريعا ومتعدد الاختصاصات، بالنظر إلى خطورتها وتهديدها للحياة، خاصة عند الأطفال الذين يتراوح سنهم ما بين 2 و 10 سنوات، والذين يبتلعون في أغلب الأوقات إما قطعا نقدية معدنية، أو أزرارا، أو عظاما صغيرة للأسماك والدجاج، أو بطاريات، إلى جانب استنشاق البذور وغيرها، إذ تقدّر نسبة استنشاق أجسام أجنبية ب 9 في المئة بالنسبة للحوادث المنزلية القاتلة عند الأطفال الذين يقل سنهم 5 سنوات. ويعتمد التشخيص الطبي لهذه الحالات على الأعراض السريرية التي تظهر على المريض كعسر البلع، والألم في البطن، السعال، الألم الصدري، الصعوبة في النطق، ضيق تنفسي، الاختناق، نوبة ربوية، إلى جانب الاستعانة بالأشعة السينية للصدر والبطن والمنظار. ويعتمد العلاج الطبي على استئصال الجسم الغريب بالتنظير الشعبي أو التنظير أو بمسبار فولي حسب نوعه وحجمه وموقعه في الجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي. ولتقريب القارئ من خطورة بلع واستنشاق الأجسام الأجنبية والعمل على الوقاية من حدوثها، نقدم خلاصات بحث أنجز في المستشفى الجامعي محمد السادس بمراكش امتد على مدى ثلاث سنوات، إذ سجّلت خلال هذه الفترة الزمنية 42 حالة بلع جسم غريب، بنسبة تقدر ب 7 في الألف حسب عدد المسجلين في قسم المستعجلات الجراحية، من بينها 20 رجلا و12 امرأة، مع معدل عمري يعادل 23 سنة. وأوضح البحث أن الحوادث كانت عرضية في 35.7 في المئة، وإرادية بنسبة 64.3 في المئة، وأن الفرق الزمني المتوسط بين بلع الجسم الأجنبي والاستشارة الطبية قدّر ب 30 ساعة، أما بالنسبة لنوع الجسم الغريب الذي تم بلعه، فقد تم تسجيل 42 في المئة بالنسبة للأجسام الصلبة، و 24 في المئة هي أجسام قاطعة، بينما بلغ الحجم المتوسط للجسم 5 سنتمترات.