طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) يوم الاربعاء بتعويضات تقدر بعشرات الملايين من الدولارات من مسؤوليه "القذرين" الضالعين في تهم فساد مختلفة، هزت أركان أكبر مؤسسة كروية ويحاكمون حاليا في الولاياتالمتحدة. كما اتهم الفيفا جنوب افريقيا بأنها دفعت 10 ملايين دولار للحصول على استضافة كأس العالم عام 2010. وهي التي كانت قد رفضت رفضا تاما هذه الادعاءات في السابق. وقال فيفا "نقدر أن ما لا يقل عن 10 ملايين دولار من أموال مجتمع كرة القدم تم توزيعها بطريقة غير شرعية من أجل القيام بأعمال فساد ورشاوى من قبل المخالفين". ويأمل الفيفا بالحصول على هذه التعويضات من خلال الأموال، التي حجزتها السلطات القضائية الأميركية من 39 شخصا اتهموا بالفساد بالإضافة إلى شركتين. وأضاف البيان "أرسل فيفا الملفات إلى السلطات الأمريكية للمطالبة بالعشرات من ملايين الدولارات". واعتبر الاتحاد الدولي لكرة القدم، في ملف مؤلف من 21 صفحة، بأنه كان "الضحية"، مشيرا إلى "أنه طوال سنوات عدة، قام المخالفون باستغلال مراكزهم بغية الثراء بطريقة غير شرعية، ما ألحق أذى كبيرا ومباشرا بالاتحاد الدولي". وتابع "في الوقت الذي تستمر فيه التحقيقات، فإن الخسائر تقدر بحوالي بعشرات الملايين من الدولارات. لا ندري المبلغ الذي يمكن المطالبة به. الأمر يتعلق بالمبلغ النهائي الذي سيستطيع القضاء الأميركي سحبه من المتهمين، لكنه في كل الأحوال فهو مبلغ كبير جد". وأوضح البيان "هذه المبالغ ملك للفيفا، ولدينا أمل كبير في قبول طلبنا وبالتالي استعادتها". وبحسب الاتهام الذي وجهته السلطات القضائية الأمريكية ضد 39 مسؤولا سابقا في الفيفا، فإن هؤلاء "تلاعبوا ب 190 مليون دولار، وحتى الآن عرف أو استعيد أو جمد مبلغ مقداره 100 مليون دولار في الولاياتالمتحدة وفي الخارج". ومن بين العقول المدبرة لأعمال الرشوة والفساد يبرز رئيسا اتحاد الكونكاكاف السابقان الترينيدادي جاك وارنر وجيفري ويب من جزر كايمان وكلاهما كان نائبا لرئيس الفيفا أيضا. وكان ويب أوقف في زيوريخ في شهر مايو الماضي، وتم ترحيله إلى الولاياتالمتحدة، في حين وجهت مذكرة جلب بحق وارنر. ووجه القضاء الأميركي التهمة إلى وارنر وإلى أمينه العام السابق في الكونكاكاف تشاك بلايزر بأنهما تقاضيا أموالا للتصويت لجنوب إفريقيا، التي نظمت كأس العالم عام 2010. ويؤكد الفيفا "من أجل حصول جنوب إفريقيا على كأس العالم 2010، قامت بدفع مبلغ مقداره 10 ملايين دولار للحصول على صوتي وارنر وبلايزر وعضوا آخر في اللجنة التنفيذية". ويمر الاتحاد الدولي بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخه وتحديدا منذ 27 من شهر ماي الماضي، أي قبل يومين من التصويت في الانتخابات الرئاسية السابقة عندما اقتحمت الشرطة السويسرية الفندق الرسمي للوفود، واعتقلت بناء على طلب من القضاء الأميركي مسؤولين بارزين، أهمهم جيفري ويب من جزر كايمان الذي كان في حينها رئيسا للكونكاكاف ونائبا لرئيس الفيفا، كما وجهت التهم الى مسؤولين آخرين، وشركاء في شركات للتسويق الرياضي. وطالب الاتحاد الأوروبي في حينها بتأجيل الانتخابات، لكنها أجريت وفاز فيها جوزيف بلاتر، قبل أن يضطر إلى وضع استقالته بتصرف الجمعية العمومية لانتخاب خلف له بعد أيام قليلة. وأغارت الشرطة السويسرية ثانية على فندق الوفود في 26 أكتوبر 2015، قبيل اجتماع اللجنة التنفيذية لاعتماد الإصلاحات، واعتقلت عددا آخر من المسؤولين أيضا. وقد صل عدد الأشخاص المعتقلين أو المتهمين بالفساد وتبييض الأموال من ضمن مسلسل فضائح الفيفا إلى 39 شخصا، وقد سلم العديد منهم إلى الولاياتالمتحدة. وجميع هؤلاء الأشخاص تولوا مناصب رفيعة في اتحادات بلدانهم وفي الفيفا، وينتمون إلى قارتي أميركا الجنوبية والكونكاكاف (أميركا الشمالية والوسطى والكاريبي).