رغم أن مباراة أولمبيك خريبكة والنجم الرياضي الساحلي التونسي، برسم ذهاب الدور الأول من مسابقة كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، انتهت بتعادل الفريق الخريبكي داخل ميدانه، في ملعب شبه فارغ، فإن الصورة التي ظهر بها الفريق الفوسفاطي تبقى مشرفة. وكما أشار إلى ذلك مدرب الفريق كريم الزواغي، فإن المباراة سبقتها عناوين عريضة للعديد من المنابر الصحفية، والتي رددت اللازمة: لقاء بين متزعم البطولة التونسية ومتذيل ترتيب البطولة المغربية. فلا شك أن مثل هذه العناوين لا يمكن نفي تأثيرها على لاعبي الفريق، والذي يبقى، وحتى إشعار آخر، وصيف بطل الموسم الماضي والفائز بكأس العرش، والمحكوم عليه طيلة الموسم الحالي بأن يلعب خارج قواعده. وقد عرفت المباراة، والتي أدارها طاقم تحكيم ليبي يتكون من محمد رجب عمر كحكم رئيسي، بمساعدة صلاح الشيوكي ووحيد الجيهاوي، شوطا أول شهدت بدايته سيطرة ميدانية للعناصر التونسية، التي استحوذت على الكرة، لكن دون خلق فرص حقيقية، والتي كانت أولاها للوصيكا، في حدود الدقيقة 8، والتي ضاعت من سيديبي بعد تدخل دفاعي حول الكرة إلى الركنية. وكانت مجريات هذا الشوط تعطي الانطباع في البداية على أن الفريق المغربي، الذي يطارده قلق النزول، لا يعير هذه المباراة أمام الفريق التونسي أي اهتمام. وقد عكس هذا الجمهور الخريبكي القليل، الذي رافق فريقه إلى أكادير، والذي حمل لافتة تقول : النتيجة لا تهمنا. ومع ذلك، فقد عرفت مجريات هذا الشوط تحركات كان من ورائها كل من تيبركانين والبزغودي وسيديبي، والتي أثمرت فرصة للتهديف ضاعت من البزغودي، ليأتي بعدها في حدود الدقيقة 34 هدف السبق للتونسيين، والذي كان من ورائه رامي بدوي، الذي أحسن استغلال الفرصة التي تأتت له من كرة ثابتة، نفذها حمزة لحمر ، ليستفيد من غياب الرقابة الدفاعية. وفي حدود الدقيقة 44 سيبادر مدرب النجم الساحلي فوزي البنزرتي إلى تعويض مسجل الهدف لحمر بالمدافع الدولي التونسي بوغطاس للحفاظ على نتيجة التقدم، التي انتهى بها هذا الشوط. وبعد خمس دقائق من انطلاق الشوط الثاني، سيخلق مهاجمو لوصيكا فرصة محققة لتعديل الكفة، وسيكون من ورائها جواد اليميق، الذي توصل بكرة على طبق من البزغودي سددها جانبا. واستمر الضغط الخريبكي حتى حدود الدقيقة 63، التي عرفت القيام بهجوم منظم انطلق من عثمان العساس، الذي تم إقحامه بدل إبراهيما باكايوكو، والذي مرر للبزغوذي الذي مرر بدوره لسيديبي الذي سيتمكن من هزم الحارس التونسي زيد جبالي، وهو الحارس الثاني للفريق، بعدما عوض غياب الحارس الأول أيمن المتلوثي. وضاعت عقب تسجيل هذا الهدف فرص أخرى من الفريق الخريبكي، الذي كان بإمكانه أن يسجل هدف التقدم في ثلاث مناسبات بواسطة كل من سيديبي وبزغودي ولحراري. كما أن الفريق التونسي كاد بدوره، وفي أكثر من مناسبة، إضافة هدف ثان، وذلك بواسطة كل من بريكي وعكايشي، الذي انفرد بالحارس بورقادي ليقذف جانبا، وكذا العمراني. كما استغل التونسيون العياء الذي بدأ يظهر على العناصر الخريبكية، خلال الدقائق الأخيرة من هذا الشوط، وكادوا أن يسجلوا فرصة هدف تأتى على مرحلتين لكل من عكايشي وبريكي ( د. 87 ). كما أن ضربة ركنية، كانت عبارة عن هدية من المدافع لاسانا فاني، كادت أن تعطيهم هدف الانتصار من رأسية للكاميروني فرانك، صدتها العارضة الأفقية لمرمى بورقادي. وعموما فقد كان اللقاء بين الفريقين تكتيكيا، هيمنت عليه حسابات المدربين فوزي البنزرتي وتلميذه محمد كريم زواغي، الذي يبدو أنه يعرف جيدا فريق النجم الساحلي، والذي سبق أن لعب له لعدة مواسم. لقطات رافق الفريق التونسي إلى أكادير حوالي 400 متفرجا أو أكثر قليلا. كما رافقه طاقم إعلامي يتكون من 13 صحافيا. ولأن المباراة تابعها جمهور جد قليل، بما فيه الجمهور المرافق للفريق الخريبكي، فقد كانت التشجيعات والحماس أكثر في الجانب التونسي منه في الجانب المغربي. أحد الإعلاميين التونسيين عبر عن استغرابه للوضعية التي يعيشها لوصيكا، الذي يلعب لموسم كامل خارج قواعده دون أن يحرك أحد ساكنا. وأكد الإعلامي التونسي أن وضعية كهذه لا يمكن تصور حدوثها في تونس، وبالأحرى استساغتها وقبولها. يضم فريق النجم الساحلي ضمن تشكيلته التي حضرت إلى أكادير خمس لاعبين دوليين، منهم أربعة تونسيين هم أمين بنعمر، وجمال عمار، وأحمد عكايشي، وزيد بوغطاس، بالإضافة إلى لاعب دولي كاميروني هو فرانك كوم.