لا يفارق الحديث عن المخاوف الأمنية شفاه الحاضرين في معرض (آي.تي.بي) السياحي ببرلين بينما تكافح صناعة السياحة المنهكة بفعل انتكاسات متلاحقة لطمأنة المسافرين وشركات السفر ألا حاجة بهم لإلغاء الحجوزات لموسم العطلات الصيفية هذا العام. وعصفت هجمات استهدف أحدها منتجعا شاطئيا في تونس وأودى آخر بحياة 130 شخصا في باريس خلال العام الماضي بثقة المسافرين وتسببت في انخفاض حاد في الحجوزات إلى تونس وتركيا ومصر وباتت تنذر بانخفاض كبير في الطلب على السفر على مستوى العالم. وقال روي شيردر المدير التجاري لشركة ترانسافيا للطيران منخفض التكلفة متحدثا لرويترز على هامش معرض آي.تي.بي «الناس يملكون المال ويريدون إنفاقه... لكن هناك أثرا سلبيا بالغ القوة من المناخ الجغرافي السياسي. الناس يخشون وقوع هجمات.» وتقول شركات الطيران والسفر والعطلات الموجودة في المعرض إنها رصدت قدرا أكبر من الحذر في الحجوزات في بداية هذا العام وهو وقت يشهد عادة زيادة في حجز الرحلات. وتوقع مسح أجرته شركة (آي.بي.كيه) للاستشارات الدولية تراجع النمو في عدد الرحلات الدولية إلى 3 بالمئة هذا العام مقابل 4.6 بالمئة في 2015. وقال رولف فرايتاج مؤسس شركة (آي.بي.كيه) إن المخاوف الأمنية تسببت في هذا التراجع بنسبة 1.5 بالمئة في النمو المتوقع هذا العام. ومن بين 50 ألف شخص شملهم المسح الذي أجري في بداية فبراير شباط في 42 بلدا قال 15 بالمئة إنهم اختاروا إما عدم السفر أو قضاء العطلة كل في بلده. وأبدت سلاسل فندقية بينها ماريوت إنترناشونال وبيست وسترن القلق بشأن الحجوزات السياحية لباريس بعد الهجمات التي وقعت في العاصمة الفرنسية والتي ربما توجه ضربة قاضية لمقاصد أخرى. وقال ديفيد كونج الرئيس التنفيذي لشركة بيست وسترن متحدثا لرويترز «إنه أثر هائل. إذا فكرت في السفر من الولاياتالمتحدة إلى باريس... فلن تكون باريسالمدينة الوحيدة التي ستزورها... يذهب الناس أيضا إلى أجزاء أخرى من فرنسا ومن أوروبا.» لكن هذه الأوضاع ستفيد مقاصد أخرى تواجه خطرا أقل من حيث التعرض لهجمات. وقالت دارين هيوستون المديرة التنفيذية لمجموعة برايس لاين وموقع بوكينج دوت كوم الإلكتروني التابع لها متحدثة لرويترز «سيكون الطلب الكبير على أي مكان يعتبر آمنا. الطلب هائل في أسبانيا هذا الصيف. إيطاليا أيضا قوية جدا.» وزادت شركة فويلينج للطيران منخفض التكلفة عدد رحلاتها إلى المقاصد الأسبانية من ألمانيا وهولندا وسويسرا لتلبية الطلب رغم الإشارة إلى عدم قدرة الفنادق على استيعاب الأعداد الوافدة. وتشهد مقاصد في أمريكا الشمالية ودول الكاريبي طلبا متزايدا بينما قالت شركة كاياك للبحوث إن اهتمام الألمان هذا العام منصب على فنادق داخل البلاد. ويتشبث البعض في صناعة السياحة بالأمل في أن يخالف السائحون التوقعات بالإقبال على السفر هذا الصيف لكنهم يقبلون باستمرار التراجع في حجوزات الشركات لفترة أطول من المعتاد بسبب التوقعات الغامضة للأوضاع الأمنية. وقال طالب الرفاعي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة لرويترز في مقابلة «التجارب السابقة أظهرت لنا أن أي بلد جاد بشأن السياحة ولديه بنية تحتية ينجح عادة في العودة. «انظر إلى مصر التي شهدت تقلبات طيلة السنوات العشر الماضية. وفي كل مرة نجحت في العودة أقوى من ذي قبل.»