اتخذت حكومات أمس الاثنين خطوات لإجلاء رعاياها من مصر، إما عن طريق رحلات الطيران العارض أو على متن رحلات مقررة، بينما يمضي المتظاهرون المصريون في سعيهم للإطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك. وسقط أكثر من مئة قتيل في اضطرابات مستمرة منذ ستة أيام تهدف إلى إنهاء حكم مبارك القائم منذ 30 عاما، حيث يبدو أن النتيجة تعتمد إلى حد كبير على شكل الخطوات التي سيتخذها الجيش المصري. ودعا المتظاهرون الى إضراب عام أمس الاثنين. وقالت شركتا طيران صينيتان هما (اير تشاينا) و(هاينان اير) إن كلا منهما سترسل طائرة طيران عارض الى القاهرة أمس لإجلاء الرعايا الصينيين. وقال مسؤول في السفارة الصينية في مصر لرويترز عبر الهاتف إن هناك 500 صيني على الأقل عالقون في مطار القاهرة الدولي. وذكرت وزارة الخارجية اليابانية أن طائرة طيران عارض ستنقل نحو 500 ياباني عالقين في مطار القاهرة إلى روما. لكن العدد المحدد غير واضح، إذ قالت وكالة كيودو اليابانية للأنباء أنه تم إجلاء 335 شخصا على متن طائرة تابعة لشركة مصر للطيران إلى اليابان أول أمس الأحد. وعرضت الولاياتالمتحدة وتركيا إجلاء رعاياهما وتعهدت شركات طيران كبيرة مثل لوفتهانزا واير انديا بإرسال المزيد من الطائرات إلى القاهرة والاسكندرية. وقالت وزارة الخارجية اليونانية إن طائرتين عسكريتين يونانيتين على الأقل جاهزتان لأي مهام إجلاء. وأرسل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي طائرة إلى مصر لإجلاء المواطنين العراقيين. وأصدرت الخارجية الالمانية في وقت متأخر مساء الأحد تحذيرا من السفر إلى مصر وخصت بالذكر نقاطا ساخنة مثل القاهرة والاسكندرية والسويس، وإن كانت قد وصفت الوضع في المناطق السياحية المطلة على البحر الأحمر بأنه هاديء في الوقت الحالي. ونصحت دول أخرى مواطنيها بترك مصر أو تجنب السفر إلى مدن رئيسية، لكن سائحين روسا وألمانا في منتجعات البحر الأحمر لم يتخذوا أي خطوات لقطع عطلاتهم. وأوصت بريطانيا رعاياها بترك المحافظات الثلاث عندما يتطلب أمنهم فعل ذلك. وتحركت وزارة الخارجية الامريكية لخفض عدد أفراد طاقمها الدبلوماسي في مصر فأجازت المغادرة الطوعية للدبلوماسيين والعاملين غير الضروريين. وبدأت بعض الشركات الأوروبية والاسيوية في إجلاء عامليها. وتحدث البعض عن مشاهد الفوضى في مطار القاهرة وتهافت كثيرون - بمن فيهم مصريون- على حجز مقاعد على عدد أخذ في التضاؤل من الرحلات الجوية العاملة. وقالت شركة (دلتا إير لاينز) على سبيل المثال ومقرها الولاياتالمتحدة يوم الجمعة إنها علقت رحلاتها إلى القاهرة إلى أجل غير مسمى. وقالت جانيس جاكوبز مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشؤون القنصلية إن رحلات جوية برعاية الحكومة الامريكية ستغادر القاهرة أمس الاثنين. وأضافت لقناة سي.ان.ان «ستبدأ (هذه الرحلات) غدا وستظل مستمرة حتى نتمكن من إعادة كل الامريكيين الذين لا يمكنهم الخروج على متن طائرات شركات الطيران التجارية.» وتعرضت السياحة المصرية التي تساهم بنحو وظيفة من بين كل ثماني وظائف في بلد يعاني من معدل بطالة كبير لضربة عام 1997 عندما قتل مسلحون 58 سائحا وأربعة مصريين في معبد بالاقصر وبعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 بالولاياتالمتحدة. لكن تراجع أعداد السائحين في السابق لم يكن ليدوم إلا لفترة مؤقتة. وتزايدت السياحة بقوة خلال عشر سنوات. وأوقفت شركتان يابانيتان عملياتهما إذ أغلقت شركة نيسان موتور مصنعا صغيرا بالجيزة، كما أوقفت شركة تابعة لشركة اوتسوكا القابضة للادوية على مشارف القاهرة عملها. وسحبت بعض الشركات الكورية رعاياها، لكن عددا ضئيلا من الكوريين مازالوا يعملون في مصر. وقال مصدر مقرب من شركة رويال داتش شل لرويترز إن الشركة تعتزم إجلاء نحو 60 عائلة من عائلات طاقهما الدولي من مصر حفاظا على سلامة أفرادها. ووقفت حافلتان أمام مكاتب شركة ايني الايطالية للنفط في منطقة سكنية بالقاهرة لاجلاء عائلات. وقال موظف أجنبي إن زوجته وأبناءه الثلاثة سيرحلون، لكنه سيظل في مصر. ولم يرد تعليق فوري من ايني. وقال الموظف «لا توجد مشكلة أثناء النهار، لكن في الليل لا نعلم ماذا سيحدث.» وجنبت وزارة الخارجية الفلبينية 25 مليون بيزو (567 ألف دولار) لإجلاء نحو 6600 فلبيني في حالة الضرورة بينما نصحت تايلاند نحو 2600 تايلاندي في مصر بأن يكونوا على أهبة الاستعداد. وقال تاني تونجباكدي المتحدث باسم الخارجية التايلاندية «طلبنا منهم عدم الخروج والاحتفاظ بكميات كافية من الغذاء والماء في حالة وقوع أي طاريء.» وأضاف أنه لا حاجة للإجلاء في الوقت الحالي. وقالت سفارة بروناي في القاهرة لصحيفة (بورنيو بوليتين) إن سلطنة بروناي نقلت رعاياها البالغ عددهم 86 فردا - هم طلاب وعائلاتهم - إلى سفارتها في القاهرة. وفي باكو قال متحدث باسم وزارة الخارجية في أذربيجان إن محاسبا يعمل في سفارة البلاد قتل في اشتباكات بالشوارع في وقت متأخر من يوم السبت وهو في طريقه إلى منزله عائدا من عمله. ووضعت أذربيجان خططا لإجلاء نحو 70 من أبنائها يدرسون في مصر. وقال الكساندر رادكوف القائم بأعمال رئيس وكالة السياحة الاتحادية الروسية لوكالة انترفاكس الروسية يوم السبت للأنباء إن معظم الروس الذين يقضون عطلات في مصر وعددهم يقدر بنحو 40 ألفا لا يعتزمون قطع عطلاتهم رغم الاحتجاجات. وأضاف «بشكل عام مازال الوضع في المنتجعات المصرية هادئا... لا يريد الناس قطع عطلاتهم.» ذكرت شركة تي.يو.اي دويتشلاند الالمانية للرحلات السياحية أن طلبات الإلغاء أو تغيير الحجز في مناطق ساحل البحر الأحمر لم تزد، بل إن شركة توماس كوك نقلت مجموعة جديدة من السائحين القادمين من ألمانيا يوم الأحد. لكن وكالة السفر البلجيكية جيت اير التي تملكها تي.يو.اي ترافل قالت في موقعها على شبكة الانترنت إنها تعمل على خطة إجلاء من المقرر أن تبدأ أمس الاثنين. وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن الخطة تشمل نحو 1700 سائح. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشركة.