اختارت أن ترحل عن الدنيا، بعد معاناة طويلة مع المرض، إلا في ليلة عيدها، عيد النسوة جميعا، الثامن من مارس، اليوم العالمي للمرأة ..، إنها الصحافية المقتدرة مليكة ملاك، ذات الابتسامة الدائمة، و الوجه الإعلامي التلفزيوني ذو النبرة الصوتية الجذابة والقدرة الحوارية الصحافية المتمكنة...، اللتين جعلا منها واحدة من أكبر نساء الإعلام المغربي التلفزيوني على الخصوص اللواتي بصمن على علو كعب واضح ومتين في هذا المجال الذي كان حكرا على الرجال لسنوات وسنوات مضت، إذا استطاعت بأسلوبها وطلاقتها وسلاستها في التعبير من أن تجذب المشاهد المغربي و العربي.. إلى جميع برامجها السياسية التي كانت تقارب الراهن فيها و الحساس بتمكن كبير.. استضافت خلالها كما محترما ونوعيا من رجال ونساء السياسة و الثقافة و الفكر .. " متسلحة" في نقاشاتها وحواراتها معهم بمعرفة واسعة وعالمة بالأمور و الأشياء التي تحيط بعالمنا المعاصر محليا إقليميا ودوليا، كل ذلك كان يجري بابتسامة تعلو المحيا، نابعة عن ثقة في النفس وفي الإمكانيات.. الراحلة مليكة ملاك، الاسم البارز في البرامج الحوراية السياسية.. للقناة الثانية في سنوات مضت، و التي ستفتقدها الساحة الإعلامية الوطنية كثيرا، كانت قد أسلمت الروح لبارئها ليلة أول أمس الاثنين بالمستشفى العسكري بالعاصمة الرباط، بعد أن خضعت مؤخرا لعملية جراحية في عاصمة الأنوار باريس، على إثر تدهور صحتها في الشهور الماضية ، تدهور لقي صدى كبيرا من طرف الزملاء و ورجالات الثقافة والفكر وعموم المواطنين..، الذين تضامنوا معها في محنتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تضامن لقي استجابة فورية من جلالة الملك محمد السادس الذي عمل على أن تلقى الصحافية المقتدرة علاجها الفوري على نفقته الخاصة، لكن قدر الله وما شاء فعل..، حيث ووري جثمانها الثري عصر أمس الثلاثاء بمقبرة الشهداء بالرباط.