أكّد الدكتور رشيد مولكي، المدير الجهوي لوزارة الصحة، في تصريح خاص ب «الاتحاد الاشتراكي»، أن عدد المواطنين المصابين بداء السكري، الذين يخضعون للفحص والمتابعة الطبية مع تسليمهم الأدوية الخاصة بالعلاج بمختلف البنيات الصحية، ما بين الدارالبيضاء والمحمدية، وإقليمي مديونة والنواصر، يصل إلى 92 ألف مريض، إلى جانب 79 ألف مريض من مختلف الأعمار، يعانون بدورهم من مرض الضغط الدموي، مشدّدا على أن هذه المتابعة الصحية لا تقف عند حدود الأدوية، وإنما تشمل كذلك التحسيس والوقاية من خلال خطوات للتثقيف الصحي بهدف تجاوز مضاعفات المرضين وعدم الانتقال إلى مرحلة أخرى أكثر تطورا وخطورة. وكانت وزارة الصحة قد أوضحت في وقت سابق، أن عدد مرضى السكري في المغرب يتراوح ما بين مليون ونصف ومليوني مواطن مغربي، من الجنسين ومن مختلف الأعمار، مضيفة بأن 580 ألف مريض منهم يتم التكفل بهم في المراكز الصحية التابعة للوزارة ، وأن 50% من المرضى بهذا الداء لا علم لهم بإصابتهم بالمرض، مشدّدة على أن داء السكري يعتبر السبب الأول للعمى، وللإصابة بالقصور الكلوي المزمن النهائي، والمؤدي إلى بتر الأرجل، موضحة أن التكفل بداء السكري ومضاعفاته يشكّل نسبة 53 في المئة من النفقات المتعلقة بالتكفل بالأمراض الطويلة المدى، كما أن 40 في المئة من إجمالي المنخرطين بالصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي «كنوبس»، وبالمصابين بالأمراض الطويلة المدى، هم من مرضى داء السكري. بالمقابل يعتبر ارتفاع الضغط الدموي في المغرب العامل الرئيسي الأول للإصابة بأمراض القلب والشرايين، إذ تقدر نسبة الإصابة ب 41,2% ، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية لسنة 2008. وقد أوضحت نتائج الدراسة الوبائية المنجزة سنة 2000 بالمغرب، أن نسبة تفشي ارتفاع ضغط الدم هي 36.6% عند الساكنة التي يتجاوز عمرها 20 سنة، ويؤكد المختصون أن عددا كبيرا من المرضى لايعلمون بإصابتهم ويجهلون مضاعفات وتداعيات ذلك، والتي قد تؤدي إلى الضعف الكلوي المزمن، ومضاعفات انتفاخ البطين الأيسر للقلب، بالإضافة إلى مضاعفات شرايينية قلبية ودماغية، وكذا الحوادث الشرايينية الدماغية والنزف الدماغي. ويعتبر ارتفاع الضغط الدموي في بلادنا السبب الثاني للقصور الكلوي المزمن بعد مرض السكري، كما أن ثلتي الأشخاص المصابين بمرض السكري يعانون من ارتفاع في الضغط الدموي، ويعتبر هذا الداء كذلك السبب المباشر الأول للمرض الشراييني الدماغي وللوفيات في العالم.