كشفت دراسة حديثة أنجزها مكتب لزرق للاستشارات العقارية، أن سوق العقار الخاص بالمكاتب يشهد تحولا هاما بعد عشرية عرف فيها الإنتاج تخمة كبيرة حيث قفز السوق من 1.2 مليون متر مربع سنة 2011 إلى أزيد من 1.6 مليون متر مربع حاليا، أي ب 400 ألف متر مربع في 4 سنوات فقط، هذا دون احتساب العديد من المساحات التي تتحول في طبيعتها من محلات معدة للسكن إلى فضاءات مكتبية. وأوضح كريم التازي المدير العام للمكتب – خلال لقاء صحفي - أن سوق العقار الموجه للمكاتب هو الأن في طور الترقب ولا يعيش ركودا حادا، كل ما هنالك – يضيف التازي – أن وتيرة البيع لم تعد بالسرعة التي شهدتها خلال السنوات العشر الماضية ، وهذا أمر طبيعي، معتبرا أن الاستثمار في هذه السوق يتطلب نوعا من الصبر لأنه سوق متوسط وطويل الأمد. وبينت الدراسة أنسوق العقار المخصص للمكاتب لا يمثل سوى 6 في المائة من مجمل المعاملات العقارية الاجمالية، أي أن سوق العقار بالمغرب يهيمن عليه العقار السكني، ويعتبر التازي أن السوق يشهد حاليا نوعا من التباطؤ ، خصوصا أن عدد المكاتب تضاعف خلال السنوات العشر الأخيرة، والذي لم يكن يتعدى مليون متر مربع في بداية 2000، كما أن الفاعلين الاقتصاديين لم يعد يغريهم الاستقرار بمركز المدينة بعد أن ظهرت مناطق أخرى هيئت خصيصا لاستقبال الشركات من مختلف القطاعات. وأرجعت الدراسة هذا العرض الهائل في عقار المكاتب إلى افتتاح مناطق متعددة بالعاصمة الاقتصادية لاحتضان هذا النوع من المكاتب، وخاصة بمارينا الدارالبيضاء وأنفا بلاص وكازانير شور و وتيكنو بارك ومستقبلا سيتم التوجه نحو القطب المالي الذي سيحتضن هو الأخر كبريات المقرات الاجتماعية لمعظم الشركات المالية والبنوك ، ما سيغير المشهد بعدما تنتقل هذه المؤسسات من مقاراتها القديمة بقلب العاصمة الاقتصادية إلى مكاتبها الجديدة ..