تجسد فنون الشارع في العاصمة الكولومبية بوغوتا مشاهد مختلفة من الواقع المحلي، خصوصا تلك المتصلة بالنزاع المسلح الأطول في الأميركيتين. وقد ألهمت السنوات الطويلة من العنف والأفق المستجد أخيرا للتوصل إلى اتفاق بين الحكومة والقوات المسلحة الثورية في كولومبيا (فارك)، أبرز الميليشيات المسلحة في البلاد، محبين كثيرين لفنون الشارع. بذلك ينشر دي جي لو في أنحاء بوغوتا لوحات جدارية بألوان شاحبة ورسوما بالأبيض والأسود، تظهر جنودا يقصفون بمدافعهم الرشاشة قلوبا أو أزهارا، وأخرى لنبتات ذرة تشبه حباتها القنابل اليدوية. ويقول دي جي لو الأستاذ في الفنون التشكيلية في جامعة كولومبيا الكاثوليكية «أريد توجيه رسالة للدعوة إلى الانفتاح». ويضيف دي جي لو، الذي يصف نفسه بأنه «رسول للسلام»، «أفضل سلما هشا على حرب كاملة»، وهو قد بدأ بتركيز أعماله على مواضيع سياسية منذ 2006 في أوج موجات الخطف على يد الميليشيات المسلحة. ويؤكد دي جي لو «أنا إنسان، وبصفتي هذه أعتقد أن أيّ نزاع أمر عبثي، سواء بالنسبة إلى ذلك الدائر في بلدي أو في أنحاء أخرى في العالم». وتشهد كولومبيا منذ سنوات طفرة لفنون الشارع التي خصصت لها مناطق محددة في العاصمة بمبادرة من رئيس البلدية اليساري السابق غوستافو بيترو (2015/2012).