لم يجد الشاب مراد مناسبة أفضل من عيد الحب للتعبير عن حبه للتي يعشق والتي تدعى «خديجة»..تعبير استثنائي وصل حد الانتحار.. مراد اختار العمود الذي نصبته إحدى شركات الاتصال بشارع محمد الخامس بحي جليز بمراكش أمام مطعم يروج للأطعمة الأمريكية السريعة، يبلغ علوه 50 مترا.. ثمان ساعات كاملة وجمهور غفير يتابع المشهد.. فمِن منتظرٍ انتحار الرجل. ومن معلق على أن هذا هو الحب وإلا فلا.. كثُرت التأويلات.. ونُسِجت الحكايات.. وعادت الذاكرة بالبعض إلى قصص الحكواتيين بساحة جامع الفناء، وهم يروون تلك الأحداث المثيرة لعشق عربي كبير بين عبلة وعنترة.. أما البعض الآخر فقد استحضر الكثير من روائع المسرح العالمي حول الحب بين روميو وجولييت.. المهم أن الكثيرين بمراكش في ذلك الأحد من يوم 14فبراير 2016 وجدوا لحظة للاستمتاع.. ولم يملوا المشاهدة طيلة الثماني ساعات التي قضاها ذلك الشاب المهووس بحب فتاة كان ينادي باسمها «خديجة».. يريد ان تحضر إلى عين المكان وإلا انتحر.. حاول رجال الأمن إقناع الشاب بالتراجع عن فكرة الانتحار.. ولكنه أصر على التعبير عن حبه ولو بالانتحار.. كثيرون قالوا إنه مغفل، فهل هناك من لا يزال ينتحر بسبب حب نساء هذه الأيام ؟؟!!وآخرون قالوا أنها مجرد مسرحية مفبركة بتواطؤ مع عدة جهات في محاولة للترويج لمراكش كفضاء للعشق والحب.. وهناك من قال أيضا، أنها طريقة للاحتفال بعيد الحب بمراكش على شكل مسرحية، بسيناريو محبك بعناية، نظرا لاختيار الزمان والمكان والمناسبة وممثلين من عامة الناس وممن هم بعيدون عن الفن واللذين اتقنا الدور، وجمهور تابع باهتمام ليُنجِحِ المسرحية دون أن يدري أنها كذلك.. بعض شهود عيان، قالوا إنهم تابعوا الشاب وهو في حالة هيستريا وأنه سيكون شهيدا لحب سترويه الأجيال على شكل الأساطير الشهيرة عبر تاريخ الإنسانية حول التضحيات التي يقدم المحب من أجل من يحب.. كان الشاب يصيح باسم خديجة التي من أجل حبها سينتحر إن لم تحضر، وكان الجميع يتصور تلك الفتاة بأنها استثناء في جمال منقطع النظير، وكان فضولهم معرفة من هي هذه الفتاة التي سيستشهد من أجل حبها عاشق لها.. وحين حضرت ... قالت انزل أو لا تنزل ذاك شأنك ثم رحلت.. وحسب المعلومات التي توفرت لدينا فإن الشاب الذي أقدم على محاولة الانتحار (م د ) من مواليد سنة 1994، عاطل عن العمل وينحدر من حي بين العراصي بمقاطعة مراكشالمدينة، ويعاني من اضطرابات نفسية، وأنه أجرى اتصالا هاتفيا من أعلى اللاقط بعشيقته المسماة «خديجة» وطالبها بضرورة المجيء إليه وإلا سيضع حدا لحياته بالانتحار. من التاسعة والنصف صباحا الى السادسة والنصف مساء، عاشت مراكش إذن، حالة استثنائية في الاحتفال بعيد الحب من خلال ما أقدم عليه هذا الشاب.. ثماني ساعات استطاع خلالها بعض أصدقائه إقناعه بالعدول عن عملية الانتحار، وقدموا له باقة ورد تسلمها ثم صعد ليرميها من أعلى قبل أن ينزل ليُعتقل من أجل الاستماع إليه وتدوين محضر في الموضوع..