عماد عادل واصل سهم شركة «النقل التونسية» المملوكة لصخر الماطري ، صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بنعلي ، انهياره في بورصة الدارالبيضاء ليصل إلى أدنى مستوى له بعد أن سارع حوالي 9000 مكتتب مغربي إلى التخلص من هذا السهم، حيث حفظ للانخفاض إلى أن يتحسن أداؤه، بعدما هبط سعره إلى 38 درهما، علما أنه كان يساوي 65 درهما حين إدراجه في بورصة الدارالبيضاء خلال منتصف العام الماضي . وكان مجلس أخلاقيات القيم المنقولة قد اضطر إلى تعليق التداول في أسهم «النقل التونسية» تزامنا مع توقف التداول بالبورصة التونسية جراء الأحداث الأخيرة التي عرفتها تونس، ثم عاد السهم بعد ذلك ليستأنف تداوله ببورصة الدارالبيضاء، إلا أن المكتتبين المغاربة أصروا على التخلص من هذا السهم، ما جعله يفقد 29.62 في المائة من قيمته، خصوصا مع طغيان الضبابية التي تلف مستقبل شركة النقل التونسية، التي يجهل حتى الآن مصير صاحبها، صخر الماطيري زوج ابنة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بنعلي، المالك ل 60 في المائة من أسهم شركة «النقل التونسية» المتخصصة في توزيع السيارات، وهي فرع من هولدينغ «الأميرة»القابضة الذي يضم معظم ثروة صهر بنعلي، كبنك «الزيتونة» الذي سيطر عليه مؤخرا البنك المركزي التونسي والبالغة قيمته 30 مليون دولار. وفي غياب معلومات كافية عن مصير الماطري، رئيس مجلس إدارة شركة النقل للسيارات، التي تبيع علامات «فولكسفاغن» و«أودي» و«سيات» و«بورش»، بادر جميع حاملي الأسهم المغاربة ببورصة الدارالبيضاء إلى عرضها للبيع، ما أفقدها معظم قيمتها. وكانت عملية إدارج «النقل للسيارات» البالغ رأسمالها 180 مليون درهم، قد تمت في 13 يوليوز الماضي عبر طرح 3 ملايين سهم في السوق المالي المغربي، وهو ما يمثل 10 في المائة من رأس المال الشركة التي بلغ رقم معاملاتها، آنذاك، نحو 220 مليون دولار . وتأثرت بورصة الدارالبيضاء سلبا بمخلفات الأوضاع غير المستقرة في كل من تونس و مصر، وسجل مؤشراها الرئيسيان مازي وماديكس انخفاضا خلال الأسبوع الماضي، ما يعكس مدى تأثر السوق المالي المغربي بانعدام الاستقرار في محيطه الجهوي والاقليمي. وكان مؤشر«مازي» قد انخفض في إغلاق الأسبوع الماضي قبل أن يبدأ أمس ارتفاعا طفيفا، حيث سجل 12666 نقطة مرتفعا ب 0.09 في المائة، كما نحا مؤشر ماديكس نفس المنحى بتسجيله 10357 نقطة أي بارتفاع لم يتعد 0.22 في المائة. ويعتبر المراقبون أن تراجع البورصات الجهوية في هذه الظرفية أمرا طبيعيا بسبب تخوف المستثمرين الأجانب بفعل تأثر الأسواق المالية بما يجري في مصر وبما جرى قبله في تونس، ما جعل الضبابية تطغى لدى المستثمرين عموما والأجانب منهم على الخصوص، حيث بدا واضحا إحجامهم عن المغامرة في ظل هذه الأجواء المحتقنة.