عززت دول غرب افريقيا إجراءاتها الأمنية تخوفا من ضربات جديدة للجهاديين بعد اعتداء واغادوغو في الخامس عشر من الشهر الحالي، فتكثفت عمليات الشرطة، وفرضت تعزيزات أمنية شديدة في الفنادق، وطلب من الغربيين في دكار وأبيدجان إلتزام الحذر. وأعلنت الشرطة السنغالية الاثنين أنها اجرت خلال الأيام القليلة الماضية سلسلة عمليات امنية «في اطار العمل الوقائي للرد على اي تهديد ارهابي محتمل»، ادت الى التحقيق مع نحو 900 شخص للتاكد من هوياتهم بشكل خاص. وقال مصدر امني سنغالي لوكالة فرانس برس «ان حالة الانذار تؤخذ تماما على محمل الجد» مشيرا الى القيام ب «محاكاة هجمات إرهابية خصوصا على كورنيش» دكار حيث العديد من الفنادق وحيث تكثفت الاجراءات الامنية بعد الاعتداء الذي استهدف مطعما في عاصمة بوركينا فاسو وادى الى مقتل 30 شخصا غالبيتهم من الاجانب. واضاف المصدر نفسه ان التنبيه الاول كان في نونبر الماضي عندما اعتقل نحو عشرة اشخاص بينهم ائمة بسبب «تعاطفهم مع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وتنظيم الدولة الاسلامية» موضحا انهم اتهموا ب»تمجيد الارهاب». وقال باكاري سامبي الباحث في شؤون التطرف الديني في جامعة غاستون برجيه في سانت لويس في السنغال «بقيت السنغال جزيرة من الاستقرار في محيط من الاضطرابات» في اشارة الى مالي في الشرق ومجموعة بوكو حرام النيجيرية في الجنوب. واضاف «باتت السنغال اكثر فاكثر الخط الخلفي الاستراتيجي للمنظمات الغربية، وموقعها هذا يجعلها عرضة اكثر من غيرها، لان استهدافها يضرب مصالح عدة». اما محمد فال عمر مدير صحيفة لاتريبون الموريتانية فيتخوف من امتداد الاعتداءات الى «دول اخرى مثل ساحل العاجوالسنغال وموريتانيا التي لا تزال بمنأى من الاعتداءات منذ 2011 بسبب الاجراءات الامنية التي تتخذها». وقال «ان الجهاديين يريدون توجيه رسائل الى ثلاثة اطراف : الى الفرنسيين للقول لهم بان تدخلهم (في مالي منذ 2013) لم يحل كل المشاكل، والى حلفاء باريس للقول لهم بانهم لا يزالون هدفا، والى داعش في اطار المنافسة المعروفة مع هذا التنظيم». وفي مقابلة مع موقع «الاخبار» الموريتاني نشرت في يناير قبل ايام من اعتداء واغادوغو وجه مسؤول في تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي تهديدات الى حلفاء «الصليبيين» في اشارة الى بوركينا فاسو وتشاد وتوغو والسنغالوالنيجر التي تشارك في تشكيلة قوة الاممالمتحدة في مالي وحيث توجد قواعد اميركية وفرنسية. وقال المحلل السابق لدى الاستخبارات الفرنسية الخارجية ايف تروتينيون لوكالة فرانس برس انه كان يتوقع ان يضرب الجهاديون في نيامي عاصمة النيجر قبل بوركينا فاسو. وتابع «لم اتوقع ان يهاجموا واغادوغو قبل نيامي. ان النيجر يبدو ضعيفا ولن يكون من الصعب عليهم شن هجمات في هذا البلد». واعلن وزير داخلية النيجر حسومي مسعودو الاسبوع الماضي انه تم «قبل نحو شهر» اعتقال اشخاص وصلوا الى نيامي لارتكاب اعتداءات من نوع ما حدث في واغادوغو. وتابع في تصريح صحافي «كانت تصلنا معلومات عن اعتداءات مرة كل شهرين تقريبا». وكما حصل بعد الاعتداء الذي ضرب فندقا في قلب باماكو في العشرين من نونبر الماضي (20 قتيلا بينهم 14 اجنبيا) طلبت السفارات الاميركية والفرنسية في كل من داكار وابيدجان من مواطني البلدين اتخاذ الحذر و»تجنب المناطق المكتظة». وحتى سيراليون التي لا تزال تعاني من تداعيات وباء ايبولا فان خطر الاعتداءات يبقى قائما، مع ان السلطات «لا تعتبر الشائعات عن اعتداءات قد تستهدف فنادق بالبلاد جدية».