و.م.ع انطلقت الأربعاء الجولة الثانية من مشاورات العاهل الإسباني مع قادة الأحزاب لتشكيل حكومة إسبانية، لكن لا شيء يشير إلى وجود اتفاق محتمل بين الهيئات السياسية لتجنيب البلاد المضي نحو إجراء انتخابات جديدة، الخيار الذي تخشاه كل الهيئات السياسية. ويعد رفض زعيم الحزب الشعبي ماريانو راخوي لاقتراح ترشيحه لمنصب رئيس الحكومة الإسبانية إشارة إلى أن الاشتراكيين سيحاولون تشكيل الحكومة، رغم أن نجاح هذا المشروع يبقى مرهونا بتحالف «صعب» بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس اليساري المتطرف. ولم يتردد الأمين العام لحزب بوديموس، بابلو اغليسياس، في التعبير عن رغبته في تشكيل «حكومة التغيير» مع حزبين يساريين آخرين (الحزب الاشتراكي وحزب اليسار الموحد) وفقا للنتائج التي حصلا عليها في الانتخابات الأخيرة، مضيفا «قررنا أخذ زمام المبادرة والمضي قدما». وتابع بابلو اغليسياس، الذي يطمح إلى تولي منصب نائب رئيس الحكومة في حال ما تم تشكيل سلطة تنفيذية يسارية، في مثل الظروف الحالية، «إما أن نختار التغيير أو نكرس الركود والجمود». أما بالنسبة لزعيم الاشتراكيين، بيدرو سانشيز، فأعرب عن انفتاحه على كل إمكانية تساعد في التوصل لتوافقات بين الأحزاب اليسارية، لكنه رفض، في الوقت الراهن، التفاوض حول تشكيل حكومة مع راديكاليي حزب بوديموس، الذي يتهمه ب»الابتزاز» لفرض شروطهم. وقال سانشيز، من جهة أخرى، أن الحزب الشعبي الفائز في الانتخابات الأخيرة، من يتعين عليه تشكيل الحكومة، مشيرا إلى أن حزبه سيتحمل مسؤوليته في هذا الأمر إذا ما فشل رئيس الحكومة المنتهية ولايته في سعيه لتشكيل الحكومة المقبلة. لكن راخوي لا زال مصرا على أن الحل يكمن في تحالف كبير بين الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب سيوددانس، وهي أحزاب تتقاسم، بحسبه، نقاط مشتركة، منها الدفاع عن الوحدة الترابية لإسبانيا والمساواة بين الإسبان. يشار إلى أن الحزب الشعبي (يمين)، الفائز في الانتخابات العامة الإسبانية الأخيرة، وحزب سيوددانس (يمين الوسط)، الذي حل رابعا، اتفقا على الحوار حول تشكيل الحكومة المقبلة. ووافق رئيس الحكومة الإسبانية المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، وزعيم حزب سيوددانس، ألبرت ريفيرا، على أن يدشن حزباهما مباحثات لإخراج البلاد من المأزق السياسي. وأكدا أنهما سيحاولان التحدث إلى الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، لبحث إمكانيات تشكيل حكومة ثلاثية، تضمن استقرار الحكم في الجار الشمالي.