استبشر سكان مقاطعة سيدي بليوط خيرا كون جدول أعمال دورة مقاطعتهم، كان ز يادة على الحساب الإداري سيناقش مخلفات تساقطات الأمطار الأخيرة وإشكالية الدور الآيلة للسقوط والمحج الملكي، واستدعيت لهذه الغاية كل من شركة ليدك التي حضرت بفريق يضم ستة أطر يترأسهم المندوب الإقليمي السيد (فرانسوا بيزين) و نائبه كما حضرت شركة صوناداك المكلفة بمشروع المحج الملكي. إلا أن بعض المستشارين، عوض لعب دورهم التمثيلي للساكنة واهتماماتها وجعل المؤسسات المحلية المنتخبة تلعب دورها كوسيط بين المجتمع و الدولة، اختاروا لعب دور »الترهيب« والعنف حتى لا تناقش الإشكالات الحقيقية لمنطقتهم. فبعد ساعة ونصف من نقط النظام الخارجة عن النظام، ذكر الرئيس بجدول الأعمال وبمواد الميثاق الجماعي، التي تحتم التداول في نقط جدول الأعمال ولا شئ غير ذلك، لكن هؤلاء المستشارين استمروا في العبثية والتعنيف، و لم تنفع مداخلة السيد ممثل عامل المنطقة (ممثل الوزارة الوصية)، التي ذكرت بقانونية الدورة وببنود الميثاق الجماعي، حاثا الجميع أن يلتزم بها. وانطلاقا من هذه اللحظة أعطيت الكلمة لشركة ليدك، التي حاولت تقديم عرضها بالصورة والصوت إلا أن أحد الأعضاء والغريب أنه النائب الثاني للرئيس (محسن لعلى)!؟ قصد المتحدث باسم ليدك، وا»نتزع« بالعنف الميكروفون الذي كان يود أن يتحدث منه أمام اندهاش الجميع. ونظرا لهذه الوضعية الشاذة المدعمة بالعنف والترهيب، رفع رئيس المقاطعة بعد تشاوره مع ممثل الوزارة الوصية، الجلسة لانعدام شروط الأمن. ومع ذلك سيستمر العنف متواصلا الى ما بعد رفع الجلسة،إذ قصد نفس الشخص «محسن لعلى» في حالة هيستيرية أحد الصحفيين الحاضرين وكسر القلم الذ كان يدون به ملاحظاته، مهددا إياه بالقول »»غانقطع لبوك 3 الصبعان ونخلي ليك غير 2 إلى كتبتي شي حاجة»«! مما جعل بهو المقاطعة يشهد وقفة احتجاجية للصحافيين الحاضرين رفع خلالها الصحافيون شعارات منددة بهذا »النوع« من المنتخبين. وعلمنا من بعض المصادر أن الصحفي تقدم بشكوى في الموضوع لدى وكيل جلالة الملك. هذا جزء من الوقائع الحية التي عرفتها دورة يناير لمجلس مقاطعة سيدي بليوط، ويقول العارفون بخبايا مجلس المدينة أن ما وراء الستار هو محاولة بعض مسيري مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء الضغط على الاتحادي كمال الديساوي رئيس مقاطعة سيدي بليوط الذي لم يتورع قط في الكشف عن ملفات الفساد التي يعرفها مجلس مدينة الدارالبيضاء وعن تضارب مصالح المنهشين العقاريين، الذي يحاولون تحويل الدارالبيضاء إلى بقرتهم الحلوب. ما جرى في مقاطعة سيدي بليوط جعل العمل الجماعي يصل إلى الحضيض بعدما أصبح المسيرون الكبار بجماعة الدارالبيضاء، يسخرون البلطجية والعنف ضد كل صوت شريف.