كشفت مصادر من داخل جمعية مصدري الحوامض أن الولاياتالمتحدةالأمريكية قررت منع دخول الحوامض المغربية إلى السوق الأمريكية حتى أجل غير مسمى ، وحسب ذات المصادر فإن السلطات الأمريكية اتخذت هذا القرار على خلفية رصدها لشحنة برتقال ثبتت إصابتها بمرض ذبابة البحر الأبيض المتوسط، المعروفة بالذبابة البيضاء، واتضح أن شحنة البرتقال المعنية كانت مستوردة من منطقة بركان، غير أن قرار المنع شمل جميع الحوامض القادمة من المغرب. و أوضحت مصادرنا أن الوكالة الأمريكية للسلامة الصحية قررت منع دخول البرتقال المغربي بكل أصنافه إلى ترابها ، وهو ما قد يحرم المغرب من تصدير حوالي 25 ألف طن مما تبقى من الصادرات المقررة لهذا الموسم الفلاحي. من الحوامض الى السوق الأمريكية ، بعدما بذل المنتجون المصدرون بمعية السلطات خلال السنوات الأخيرة مجهودا كبيرا للاستجابة لمعايير السوق الأمركية الصارمة ، والرفع بالتالي من الكميات المصدرة. وتفاعلا مع تداعيات هذا القرار الأمريكي ، الذي قد يشكل ضربة موجعة للصادرات المغربية، عقد المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية بمعية مسؤولين من وزارة الفلاحة والصيد البحري اجتماعا أمس الأربعاء مع ممثلي المصدرين والجمعيات المهنية لبحث سبل معالجة هذا المشكل . عبدالرزاق مويسات ، عضو جمعية مصدري الحوامض الذي شارك في اجتماع أمس، أكد لنا أنه تقرر إعداد رد مغربي رسمي للإجابة عن استفسارات الوكالة الأمريكية للسلامة الصحية و إخبارها بالإجراءات والتدابير الاستعجالية التي ستبادر إليها السلطات والفاعلون المغاربة لمعالجة هذا المشكل. وأوضحت مصادرنا أن القرار الأمريكي قد يكون غير نهائي ، وأن المغرب يعول على علاقاته الجيدة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لاحتواء هذا المشكل. كما أن اجتماعا عن بعد عبر السكايب ، من المقرر عقده يومه الخميس، بين مسؤولي الوكالة الأمريكية و المسؤولين المغاربة سيكون فرصة للاستماع إلى الجانب الأمريكي والتخوفات التي يبديها إزاء هذا المشكل، كما سيكون فرصة أمام المسؤولين المغاربة لتوضيح الأمور وطمأنة السلطات الأمريكية. ولم تستبعد مصادرنا إرسال وفد مغربي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لاحتواء هذا المشكل. ويدخل المنع الأمريكي للحوامض المغربية في سياق حرص الولاياتالمتحدةالأمريكية على حماية حقولها من مخاطر ذبابة البحر الأبيض المتوسط ، وهو ما جعلها ترفع من مستوى المراقبة. ويراهنُ المغرب على مواصلة تنويع الزبناء المقبلِين على "حوامضه"، كما كيْ يخفف من ارتباطه ببلدان الاتحاد الأوروبي، ويتحول إلى وجهاتٍ غير تقليدية، مثل روسيا، بيدَ أنَّ سعيَ مخطط "المغرب الأخضر" إلى رفع صادرات المغرب من الحوامض، يصطدمُ حسبَ، تقرير كانتْ قدْ أعدتهُ مديريَّة الدراسات والتوقعات الماليَّة، بعدَّة عراقيل، أبرزها شيخوخة الأشجار المنتجة للحوامض في عدد من المناطق المغربيَّة، وتراجع مردوديتهَا، زيادةً على ضعفِ تأطير بعض صغار المنتجِين، وندرة الموارد المائيَّة، خصوصًا في منطقة سوس، مضافةً إلى ارتفاع تكلفة الإنتاج من فاتورة الأسمدة والطاقة.