كما أعلنت عنه في وقت سابق،نظمت خمس نقابات تعليمية جهوية، صباح يوم الخميس14 يناير2016،وقفتها الاحتجاجية التضامنية ومسيرتها الحاشدة التي قطعت ثلاث مسارات قبل أن تطوقها قوات الأمن وتغلق كافة المنافذ المؤدية إلى قصر العمالة للحيولة دون وصولها إليه ،مما اضطر معه المحتجون إلى العودة لنقطة الانطلاق من أمام المركز التربوي لمهن التربية والتكوين. وتميزت هذه الوقفة والمسيرة، بمشاركة مكثفة بلغت حوالي 5000 مشارك من رجال ونساء التعليم وممثلي الهيئات النقابية والجمعوية والحقوقية والسياسية بأقاليم جهة سوس ماسة زيادة على الأساتذة المتدربين،بحيث رفع الجميع شعارات مختلفة وموحدة ضد أشكال القمع الشرس والهمجي المسلط على أساتذة المستقبل والذي نفذته بقساوة مبالغ فيها قوات الأمن يوم الخميس 8 يناير2016. كما رفعوا شعارات أخرى تنتقد رئيس الحكومة في نهجه لسياسة لا شعبية حينا، وتطالبه حينا آخر بإلغاء المرسومين الوزاريين المشؤومين الصادرين مؤخرا و الراميين إلى فصل التوظيف عن التكوين وتقليص منحة الطلبة الأساتذة المتدربين من 2400 درهم إلى 1200 درهم ،فضلا عن شعارات أخرى تطالب بإصلاح منظومة التعليم العمومي من كافة الجوانب باعتباره أحد المكاسب الكبرى للطبقات الشعبية،و التراجع عن سياسة الخوصصة التي تنهجها الحكومة الحالية من أجل تخلي الدولة عن تأميم أهم قطاع عمومي ببلادنا. هذا، ومن جهة أخرى عرفت الطرق المحاذية والمؤدية إلى المركز التربوي لمهن التربية والتكوين شللا في حركة المرور،بعدما قطعت المصالح الأمنية كل المنافذ المؤدية إليه وحولت مسارات السيارات والشاحنات وحافلات النقل العمومي إلى طرق أخرى مما ساهم في خنق حركة المرور بمدينة إنزكَان. وقد اقتضت الإجراءات الأمنية هذا التشديد فيما يشبه حالة الطوارئ،من أجل التحكم أمنيا في تطويق المسيرة ومنعها من قطع مسافات طويلة داخل المدينة والحيلولة دون وصولها إلى قصر العمالة لرفع شعارات منددة بآليات القمع والعنف الممارسين على الأساتذة المتدربين المطالبين بحقوقهم المشروعة. وأهم ما لفت انتباه المشاركين في الوقفة والمسيرة، استقدام السلطات العمومية والأمنية لعدد كبيرة من النساء الشرطيات اللواتي تم وضعهن كمتاريس أمامية تتقدم قوات الأمن. لكن ما أثار فضول الفايسبوكيين هو هذا الحضور الأمني المكثف والنوعي بصيغة المؤنث للشرطيات سواء بزيهن الأمني أو المدني أو بأحذيتهن المتنوعة فبعضهن ترتدي»شربيلا»و أخرى»صرفاقة»و الثانية حذاءا رياضيا وثلاثة شرطيات يضعن حجابا على رؤوسهن. هذا ومن جانب آخر فقد جسد الأساتذة المتدربون معاناتهم من جراء صدور المرسومين الوزاريين القاضيين بحرمانهم من التوظيف المباشر بعد الانتهاء من التكوين والاستفادة من المنحة الكاملة،من خلال إشعال الشموع مشكلة عبارة دالة»صامدون لا للقمع». وذلك خلال وقفة احتجاجية نظموها مساء يوم الأربعاء 13 يناير2016 بساحة الأمل بأكادير،والتي عرفت مشاركة مكثفة للطلبة الأساتذة المتدربين القادمين من إنزكَان وتارودانت وتزنيت وكَلميم وورزازات وطاطا والعيون،حيث رفعوا فيها صور زملائهم الذين تعرضوا للتعنيف وشعارات مختلفة تطالب بإنصافهم.