احتضن فضاء المكتبة الوسائطية التابعة لمسجد الحسن الثاني بالدارالبيضاء، وبعناية خاصة من محافظ المسجد العام، الأستاذ بوشعيب فوقار، زوال يوم 11 يناير 2016، افتتاح معرض نادر للصور الفوتوغرافية، خاصة بالملوك الثلاثة محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس، يعرض أغلبها لأول مرة ضمن معرض واحد، إحياء لذكرى تقديم وثيقة 11 يناير 1944، المطالبة بالاستقلال. وهي الصور التي أنجزها وراكمها باحترافية وفنية عالية، الفنان والمصور الفوتوغرافي المغربي محمد مرادجي. المعرض الذي ينظم من قبل مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث بالتنسيق مع الفنان محمد مرادجي، والذي يتم تحت رعاية ملكية، سيدوم شهرا كاملا بفضاء المكتبة الوسائطية، قبل أن يتم نقله إلى عدد من المدن المغربية لعرضه في قاعات عمومية، على مدى سنة 2016 كلها. وهو معرض قيم جدا، سيحقق نسب متابعة عالية. ولقد تميز حفل التدشين، الذي حضره مؤرخ المملكة والناطق الرسمي باسم القصر الملكي الأستاذ عبد الحق المريني، ووالي الدارالبيضاءالأستاذ خالد سفير وعدد من رؤساء المؤسسات الثقافية والمالية ومسؤولون إداريون سامون وعدد من رجال المقاومة وجيش التحرير. تميز حفل التدشين بإلقاء كل من رئيس مؤسسة محمد الزرقطوني للثقافة والأبحاث، الأخ عبد الكريم الزرقطوني والفنان محمد مرادجي لكلمتين بالمناسبة، أجمعا خلالهما على رمزية فكرة المعرض "معرض صور الملوك الثلاث"، وعلى معنى الرسالة الثاوية في تلك المبادرة، التي غايتها مصالحة الأجيال الجديدة مع جزء من ذاكرة المغاربة الوطنية، من خلال دور المؤسسة الملكية في الدفاع عن استقلال المغرب، عن وحدته الترابية وعن مشروعه المؤسساتي الديمقراطي والتنموي. وأن الغاية هي إضاءة جوانب مركزية من معنى شعار "ثورة الملك والشعب" المغربية، التي هي صيرورة متواصلة عبر أشكال متعددة لبناء الذات المغربية وصون الحقوق المغربية. الجميل، أنه من خلال جولة حول صور ذلك المعرض، ينبهر المرء بجمالية زوايا الالتقاط، وأن العين اللاقطة لتلك الصور مبدعة فعلا، عين محمد مرادجي. عين عاشقة لمهنتها ودورها، واعية أنها تقوم بفعل سيخلد في التاريخ. مثلما يقف مشدوها أمام جمالية نصاعة المادة التقنية للصور خاصة بالأبيض والأسود، التي لها جمالية خاصة. مثلما يقف المرء مشدوها من تكرار ذات التفاصيل في بعض الصور بين الملك الحسن الثاني ونجله الأمير سيدي محمد وهو لا يزل طفلا يافعا، وبعض الصور بين الملك محمد السادس ونجله الأمير مولاي الحسن، حيث قدريا نجد ذات الوقفة وذات الرؤية بشكل متطابق بين الأب وابنه، رسالة عن معنى للاستمرارية في العلاقة العائلية إنسانيا، وأيضا عنوانا لقدرية طيبة مفرحة تميز قصة العائلة الملكية مغربيا في علاقتها بالشعب وبدورها الحاسم في ضمان وحدة المغرب والمغاربة، كإنسية حضارية مختلفة ضمن كل العالم العربي والإسلامي. من هنا أهمية وجدارة زيارة هذا المعرض الفوتوغرافي القيم جدا.