استنكر مجلس وزراء الخارجية العرب ،يوم الأحد بالقاهرة، »التدخلات الإيرانية السافرة« في الشؤون الداخلية للمملكة العربية السعودية من خلال التصريحات العدائية والتحريضية بشأن تنفيذ المملكة للأحكام الشرعية الصادرة بحق عدد من الإرهابيين، معتبرا أن تلك التصريحات كانت السبب المباشر للاعتداء على البعثات الديبلوماسية للمملكة العربية السعودية في طهران ومشهد. وأكد المجلس ،في بيان أصدره في ختام الاجتماع الطارىء الذي عقده بمقر الجامعة العربية ، وقوفه مع السعودية وتأييده للقرارات والإجراءات التي اتخذتها لمحاربة الإرهاب بأشكاله وصوره كافة وملاحقة مرتكبي الأعمال الإرهابية ومثيري الفتن وتقديمهم للقضاء، مشيدا بكفاءة السلطة القضائية في المملكة واستقلالها ونزاهتها. ورحب بالرفض القاطع الذي أبدته الدول العربية والإسلامية والصديقة ومجلس الأمن للاعتداءات الإيرانية، داعيا جميع الدول والمجتمع الدولي بهيئاته ومنظماته الإقليمية والدولية كافة إلى اتخاذ خطوات جادة وفعالة لمنع حدوث مثل هذه الاعتداءات مستقبلا على البعثات الدبلوماسية لدى إيران ، واستنكر عدم قيام الحكومة الإيرانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية البعثات الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية لديها ،مؤكدا أن الدول العربية ستتخذ المزيد من الإجراءات المناسبة للتصدي لهذه الاعتداءات . كما أدان المجلس استمرار إيران في احتلال الجزر الثلاث التابعة للإمارات العربية المتحدة ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى ) ، وبث الفتنة الطائفية، ودعمها للتنظيمات الإرهابية المتطرفة وتدريبها وتمويلها وتحريضها على زعزعة الامن والاستقرار في دول مجلس التعاون الخليجي ، ومنها ما كشفته مملكة البحرين مؤخرا من إحباط مخطط إرهابي لتنفيذ أعمال تفجيرية إرهابية ، والقبض على عناصر خلية إرهابية جديدة تتلقى الدعم من الحرس الثوري الإيراني و(حزب الله) اللبناني . وأدان المجلس كذلك التدخل الإيراني في الأزمة السورية وما يحمله ذلك من تداعيات خطيرة على مستقبل سورية ووحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية . كما ندد بتدخلالتها في الشأن اليمني الداخلي عبر دعمها للقوى المناهضة لحكومة اليمن الشرعية وانعكاس ذلك على أمن واستقرار اليمن ودول الجوار والمنطقة عموما ،واتفق المجلس على وضع آلية فعالة لمواجهة تلك التدخلات الإيرانية. ودعا المجتمع الدولي لاتخاذ التدابير اللازمة لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولا وعملا، ووقف انشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون الخليجي ودول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها. وشدد المجلس على أن ما تقوم به إيران من تدخلات في الشؤون الداخلية للدول العربية وتأجيجها للطائفية لا يخدم السلم والأمن في منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره ،وأنه يتنافى مع مبادىء حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها ، ويؤدي إلى تأزيم المواقف وإشعال فتيل المزيد من الأزمات في المنطقة. وقد مثل المغرب في هذا الاجتماع وفد برئاسة امباركة بوعيدة الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون، وضم على الخصوص سفير المملكة المغربية في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية ، محمد سعد العلمي ، ومدير إدارة المشرق العربي والخليج والمنظمات العربية والإسلامية بوازاة الشؤون الخارجية والتعاون ، أحمد التازي، ومدير ديوان الوزيرة المنتدبة ، محمد الستيري.