من المؤكد أن قادة الكيان الصهيوني، سيكونون منتشين اليوم، وهم يتابعون الوضع الذي وصل إليه العالم العربي، ومنطقة الخليج، حيث يتقاتل الإخوة الأعداء، وحيث تلوح في الأفق، حروب، تتواجه فيها قوى إقليمية، سواء بشكل مباشر، وقد تتحول المواجهة إلى حرب مباشرة. إسرائيل، صنيعة الاستعمار، تزدهر أحوالها، عندما تسوء أحوال العالم العربي، بل أكثر من ذلك، فقد تمكنت من بناء دولتها، بسبب الضعف الذي كانت تعيشه بلدانه الممزقة، والتي كان جزء منها خاضعا للاحتلال الأجنبي. ورغم أن البلدان العربية نالت استقلالها، إلا أنها لم تتحرر كلية من التدخل الأجنبي والهيمنة الإمبريالية، التي عادت بمظاهر، اعتقد العالم أنها ولت إلى غير رجعة، مثل ما حصل في غزو العراق من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي فككت أجهزة الدولة ومؤسساتها، وأطلقت يد الميليشيات، مشجعة عودة الطائفية. بل إنها غضت الطرف عن التدخل الإيراني في العراق، من خلال مخابراتها، التي أشرفت على خلق ميليشيات الطوائف الشيعية، المرتبطة بهذا البلد، لتعمق التقاطب الشيعي- السني. ولتكتمل صورة التطاحن أكثر، تم تهيئ كل الظروف، لخلق ردة فعل «سنية» متطرفة، عبر ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام، «داعش. الآن نحن أمام حلقة جديدة في سلسلة هذا المخطط الجهنمي، الذي كانت عدد من مراكز الأبحاث الاستراتيجية، تحدثت عنه، وهو المواجهة الشاملة، بين السنة والشيعة، حيث هناك مواجهة في اليمن، والآن هناك أزمة حادة بين السعودية وحلفائها في المنطقة من جهة، وإيران، من جهة أخرى. هذا التناحر الطائفي، ليس سوى الوجه الظاهر، من صراع النفوذ في المنطقة، والذي تقف وراءه قوى عظمى، غير أن البلدان المتصارعة، سنة وشيعة، لا تقوم إلا بدور الوكالة، في مواجهة لا تخدم شعوبها، و مستقبلها، واستقرار المنطقة، لكنها تخدم التدخل الأجنبي، وتقدم أفضل هدية للكيان الصهيوني الذي يتفرج منتشيا بانهيار العراق وسوريا واليمن، وربما السعودية وإيران.