لعل العديد من أبناء مدينة عين بني مطهر يتذكرون جرائم القتل التي راح ضحيتها أناس أبرياء و تم تسجيلها إما ضد مجهول أو حفظها لعدم كفاية الأدلة ، لكن تبقى واحدة من هذه الجرائم استأثرت باهتمام الرأي العام المحلي و لم يطو ملفها على الرغم من مرور أزيد من ثماني سنوات على وقوعها. المكان هو المكان و الزمن توقف ليلة 31 دجنبر 2008 ، لايزال المشهد راسخا في ذاكرة والدي الضحية عبد الجبار عزاوي الذي وجد مقتولا و جثته مرمية على قارعة الطريق ، لم تصدق العائلة أن ابنها و معيلها الوحيد سيلقى هذا المصير و تبقى هي تعيش في دوامة من البحث و تدور في حلقة مفرغة من أجل فك لغز مقتل ابنها بدم بارد و دون أن تهتدي الأجهزة الأمنية و معها النيابة العامة إلى القاتل الحقيقي الذي نفذ جريمته بدم بارد و مازال حتى اللحظة مجهولا و حرا طليقا. والد الضحية التهامي عزاوي و في اتصال بالجريدة و بحرقة لاتزال تعتصر قلبه يقول « انه و حوالي الساعة العاشرة من ليلة 31 دجنبر2008 استدعي ابنه إلى محطة البنزين حيث يعمل قصد غسل و تشحيم عدد من السيارات ذات الدفع الرباعي تعود لأفراد من وفد قطري كان وقتها في إحدى مخيمات الصيد بالمدينة و بعد مرور ساعات استفقنا على وقع الصدمة التي شلت حركتنا و نحن نتلقى نبأ العثور على ابننا عبد الجبار جثة هامدة على مقربة من الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين مدينتي وجدة و عين بني مطهر و على بعد أمتار قليلة من محطة البنزين حيث كان يشتغل الضحية قيد حياته ، حيث تم إخبارنا بأن الأمر يتعلق بحادثة سير مميتة ، سيارة أو شاحنة قد تكون دهست الضحية و لاذت بالفرار» و «الأكثر من هذا ، يضيف الأب المكلوم، أن احدهم دعاني إلى التعجيل بدفن ابني بعد أن تم نقل جثة الضحية إلى مستودع الأموات بالمدينة» حيث سيودعه الأب صبيحة اليوم الموالي الوداع الأخير دون أن يتمكن من معرفة حقيقة مقتل فلذة كبده، و هو الأمر الذي استغربت له العائلة التي قررت عرض جثة ابنها على الطبيب الشرعي الذي أعاد الحادثة إلى مسارها بعد أن كشف أن عبد الجبار عزاوي تعرض لطلق ناري من سلاح و ليس بحادثة سير كما تم إخبار العائلة فور تلقيها نبأ وفاة ابنها دون أن يتم تحديد نوعية السلاح و هو ما أكده أب القتيل الذي أفاد في معرض حديثة للجريدة أن رصاصة اخترقت رأس ابنه تسببت في انفجار عينه اليسرى أنهت حياة واحد من أبناء الشعب الذين يكدحون من أجل توفير لقمة عيش لهم و لأسرهم. ثماني سنوات هي عمر هذه الجريمة ظل خلالها أب و أم الضحية في صراع مع الزمن من أجل كشف حقيقة مقتل ابنهما، لم يكلا من السعي و الجري في كل الاتجاهات، رغم كبر سنهما و قلة ذات اليد، فمازالا على العهد لم يستسلما للأمر الواقع الذي فرضته عناصر هذا الملف الشائك الذي لا تزال ردهات المحاكم (ملف 204/2609/2013) تتداوله حتى الآن دون أن يصدر حكم نهائي ، فأب الضحية لا يزال يتهم أشخاصا بعينهم يعتبرهم ضالعين أو متواطئين في جريمة مقتل ابنه و يطلب اليوم من خلال الجريدة، من وزير العدل و الحريات و كذا المنظمات الحقوقية، العمل من أجل إعادة التحقيق في ظروف و ملابسات هذه الجريمة و تقديم كل من ثبت تورطه فيها من اجل أن ينال الجناة جزاءهم و حتى ترتاح عائلة العزاوي من البحث عن حقيقة لا تزال حتى اللحظة ضائعة.