لا حديث اليوم داخل مواقع التواصل الاجتماعي، سوى عن سقطات وزرائنا المُدوّية .. على اعتبار أن السقوط الحر بات سمة ملازمة لجلّهم، وخاصة عندما يخُصُّونَ جريدة بتصريح ما، أو حتى عندما يجرؤون على قبول دعوة الاستضافة في برنامج مُتلفز. لا ندري، هل أصبحنا اليوم أمام مفهوم ‹›الظّاهرة››، في بُعدهِ السوسيولوجي البحث؟ لأن هذه المسألة هي من اختصاص الباحثين في علم الاجتماع الذين سيحسمون في أمرها، لم يكد المغاربة ينسون العبارة التحقيرية التي صدرت عن الوزير «الشيوعي» المكلف بالتشغيل، عندما قال في معرض ردّه على سؤال مُحاوِرِهِ (فصغري كنت كانسرح الغنم ودابا كانسرح الناس) حتى فجرت وزيرة «شيوعية» أخرى برميل بارود آخر، وهذه المرة حينما وصفت قيمة التقاعد الذي يتلقّاه البرلمانيون المُتقاعدون بأنه مجرد «جوج فرانك»، إنه القاموس السياسي «الشيوعي» المغربي، بتجاعيده ونُدُوبِهِ البارزة وترهُّلاته المُقْرِفَةِ!!! قاموس يمتح على مايبدو، مصطلحاته الموسومة بقدر عالٍ من الازدراء المؤطّر بعُنْجُهِيَّةٍ مُفْرِطَة، من تراثنا الشفهي الشعبي ( جوج فرانك، سْرَحْ...)، فهكذا تم تحويل الخطاب السياسي اليساري المُدافع عن المسحوقين والفقراء بحسب أعراف الأدبيات السياسية الكونية، إلى ما يشبه خطابا مُؤَدْلَجاً ومُقَيّداً للفكر. ولماذا لا وحزب «المطرقة والمنجل» تحول إلى ما يُشْبه ناديا للإقطاعيين والرأسماليين الذين يَتَدَثَّرون بِلُبُوسِ اللينينة المُزيفة؟؟؟ لقد كانت النتيجة الحتمية للتعفّن السياسي في المغرب، هي ما نراه اليوم من أشباه السياسيين، الذين باتوا أقرب إلى الشخصيات الكرتونية (طوم وجيري، كريندايْزر، بوبّايْ ...) منه إلى الرموز السياسية الحقيقية، القادرة على تدبير إكراهات المرحلة الراهنة بكل حنكة وتبصُّر. وزيرة أخرى بمظهرها الأقرب إلى عارضة الأزياء، والمنتمية إلى «حزب السنبلة» ذي المرجعية الكرّاطية الشكلاطية، تصرّحُ هي الأخرى على الهواء مباشرة بأنها تعمل لمدة 22 ساعة متواصلة، وكأنها تود أن تقول للمغاربة (باركا عليكم من النعاس)، أمام هذا النوع الجديد من الهذيان السياسي المستشري طولا وعرضا، أتساءل كغيري من المغاربة المصدومين بسبب صعقة المستوى الواطئ النقاش السياسي الدائر اليوم : كيف تمكن هؤلاء الباهتون من الوصول إلى مراكز القرار؟! يا أيها الناس، من كان يأمل بغد أفضل في كنف هذه الطينة من السياسيين المدحورين فهو واهم، ومن كان يتربَّصُ دوره للاغتناء الفاحش باسم السياسة، فإن الباب مفتوح على مصراعيه. (*) فاعل ثقافي من خنيفرة