تعرض مسجد بأجاكسيو، في كورسيكا، للنهب والتدنيس، والعبث بمحتوياته من قبل متظاهرين تجمعوا للتنديد باعتداء على رجلي إطفاء وشرطي تم ليلة الخميس الجمعة. وأوضحت مصادر محلية أن المخربين حاولوا أيضا إضرام النار في نسخ من القرآن، مما أدى إلى انتشار النيران في المسجد الواقع بمدخل حي "سان جان". وأضافت المصادر أن نحو 600 شخص تجمعوا خلال النهار تضامنا مع الجرحى الثلاثة الذين تعرضوا لاعتداء من قبل مجهولين، أثناء تدخلهم لإطفاء حريق عمدي استُخدِم كَكمِين للإيقاع بهم. وفيما كان المتظاهرون يرددون شعارات معادية للمسلمين، وكذا للعرب، اقتحمت مجموعة منهم المسجد للعبث بمحتوياته، وحاولت إضرام النار في عدد من الكتب من ضمنها نسخ من القرآن الكريم. وأدان المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا بالمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية، بمنتهى الشدة، هذه الأعمال التي وقعت في مناسبة مقدّسة بالنسبة للمسلمين والمسيحيين. كما أدان اتحاد مساجد فرنسا بشدة، عملية نهب وتدنيس مسجد بأجاكسيو في كورسيكا، حيث تم إحراق نسخ من القرآن الكريم خلال مظاهرة تضامنية مع رجال مطافئ، وعناصر من الشرطة أصيبوا بجروح خلال وقوع اشتباكات. وقال رئيس اتحاد مساجد فرنسا، محمد الموساوي، في بيان، إن "الاتحاد يدين بقوة الانتهاك الصادم وغير المقبول لمكان لعبادة المسلمين، وحرق الكتاب المقدس، كما يشجب أعمال العنف الشائنة وغير المقبولة التي استهدفت رجال المطافئ والشرطة". وأكد الموساوي أنه "يتعين تعقب مرتكبي أعمال العنف وتوقيفهم"، معربا عن "تضامن اتحاد مساجد فرنسا ودعمه التام للمسلمين مرتادي المسجد الذي تعرض للتدنيس والنهب، ولرجال المطافئ والشرطة الذين اصيبوا بجروح"، كما دعا اتحاد مساجد فرنسا السلطات العمومية بفرنسا إلى "تعزيز وسائل الحماية حول المساجد"،وإلى "اليقظة والهدوء إزاء الاستفزازات".ومن جهته دعا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية السبت مسؤولي المساجد بفرنسا إلى فتح أبواب أماكن الديانة الإسلامية للجمهور يومي 9 و10 يناير المقبل من أجل تقديم "الوجه الحقيقي للإسلام". وفي هذا الصدد قال رئيس المجلس أنور كبيبش أن "الأشخاص الذين سيأتون، بإمكانهم طرح كل الأسئلة حول الإسلام مع تقاسم الشاي و الحلويات معنا حيث تهدف هذه المبادرة إلى نشر الحوار و إزالة ثقافة التخوف". فبعد مرور سنة على الاعتداء الإرهابي الذي استهدف صحيفة "شارلي ايبدو" و متجر "ايبر كاشر" قرر المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية تكرار مبادرة مساجد منطقة رون ألب التي فتحت أبوابها من أجل الشرح للفرنسيين بأن الإسلام بريء من هذا النوع من الأعمال. ويأتي نداء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية غداة التهديم الجزئي لقاعة للصلاة بأجاكسيو بعد الاعتداء على عونين للحماية المدنية و شرطي. وأضاف كبيبش أن أحداث "اجاكسيو تقوي مبادرتنا لأن الخلط بين الاعتداء و الإسلام وما نجم عن ذلك من تكسير لقاعة الصلاة وحرق للقرآن أمر غير مقبول". ورغم تواجد العديد من قوات حفظ الأمن إلا أن مكان الحادث شهد بعد ظهر السبت تجمعا، واعتبر الوزير الأول الفرنسي مانويل فالس أن هذه الأعمال "غير مقبولة". كما أدان مسجد باريس بشدة هذا العمل الذي وقع يوم الجمعة الذي صادف يوم صلاة المسلمين والاحتفال بعيد ميلاد المسيح. وأعرب مسجد باريس عن تضامنه مع مسؤولي هذا المسجد والمترددين عليه وكذا مع الجالية المسلمة في هذه المدينة. ودعا السلطات إلى اتخاذ التدابير الضرورية من أجل توقيف المسؤولين عن هذه الأعمال وتقديمهم للعدالة.