استبشر عشاق النادي القنيطري، وما أكثرهم عبر ربوع المملكة وخارجها، خيرا بعد التصريحات المهللة التي كان يصرح بها بعض أعضاء المكتب المسير والمدرب، كونهم سيعملون على إعادة الفريق إلى سكته الصحيحة، وكأنه كان زائغا عنها، لكن الواقع المر الذي وصل إليه فارس سبو هو العكس، لأن النادي القنيطري أصبح بدون هوية: مجموعة لاعبين مسننين، نبذتهم أندية امتصت كل مؤهلاتهم ليحلوا بفريق صار يتعلق بأشباح لاعبين، ويكفي أن نستدل بآخر لقاء للكاك ضد الجيش الملكي، والذي دخله النادي بفريق كل لاعبيه من خارج القنيطرة، علما بأن مدرسة الفريق كانت بالأمس القريب تنهج سياسة التشبيب والتكوين وتفرخ لاعبين تتمنى أعتد الأندية الاعتماد عليهم، على غرار المرحوم يوسف بلخوجة وعلي بواب وحليم وانقيلة والحوات وشيبو، دون أن نذكر الجيل الأخير من طينة بلطهام والعروي وبلال بيات وآخرين. فأين هي الفئات الصغرى للكاك، خاصة وأن فريق الأمل بدوره صار يجلب لاعبين جاهزين من أكاديمية محمد السادس، وهنا دق المسيرون مسمارا كبيرا في نعش الفريق، وهاهم يستعدون لا محالة لدفنه إذا ما استمروا على نهج هذه السياسة، التي لم تثمر بل زادت من متاعب النادي القنيطري، الذي عاد مؤخرا لسكة النتائج السلبية التي سيزيدها استفحالا عدم جاهزية الملعب، علما بأنه لا جديد بين مستوى النادي إلى غاية الدورة 12 من هذا الموسم، حيث نلاحظ أنه نفس مستوى الموسم الماضي، وعند نفس الدورة 12، إذ كان الفريق يتوفر على 15 نقطة، لكن كان له امتياز استقباله بملعبه، ورغم ذلك لم يفلت من النزول إلا في الدورات الأخيرة من الدوري الاحترافي المغربي، وخلال هذا الموسم ورغم البداية اللابأس بها إلا أنها لا تطمئن الجماهير القنيطرية العاشقة لفريقها، والتي تعاني بدورها من السفر كل نهاية أسبوع، خاصة في ظل الايقاع البطيء، الذي تسير به الأشغال بالملعب البلدي بالقنيطرة الذي يخضع لعملية التعشيب والتوسيع، ومن القرار الآتي من مسؤولي سلا بعدم السماح للكاك بخوض باقي لقاءاته بملعب ابو بكر عمار بسلا، قبل أن تتدخل السلطات المحلية وتتوسط لدى نظيرتها بسلا من أجل الترخيص بعودة الكاك إلى ملعب بوبكر اعمار، ويرجع أن تكون مواجهة الفتح الأخيرة لأبناء القنيطرةبسلا. وهي نقطة من شأنها تشتيت أفكار المسيرين والأطر التقنية، وبالتالي تؤثر على المردود العام للنادي القنيطري، الذي نتمنى أن يعود إلى سكته التي تميز بها دوما، والمتمثلة في التشبيب والتكوين، خاصة وأن رحم القنيطرة ولاد فيما يخص إنجاب المواهب من شتى المجالات، لأن المدينة التي أعطت المرحومين لمكينسي ودومو والصويري ومحمد رياض والحاج بوجمعة بنخريف أطال الله في عمرهما والأسطورة سعيد عويطة وخليغة والحاج البويحياوي وعميد العرب حمامة ويوسف شيبو وغيرهم، قادرة على الانجاب لو تم الاهتمام بجدية واحترافية.