يشتد الجدل في اسبانيا حول التهديد الإرهابي لجنوب أوروبا، من طرف تنظيم القاعدة، وخاصة حول الدور الذي تلعبه جبهة البوليزاريو والجزائر في هذا الملف. وكان نائب رئيس الحكومة الاسبانية، ألفريدو روبالكابا، الذي يشغل أيضا منصب وزير الداخلية، قد عبر يوم 21 دجنبر من السنة الماضية، أمام الناطقين الرسميين باسم الفرق البرلمانية، عن قلقه من تزايد نشاط تنظيم القاعدة بمنطقة الساحل الإفريقي. وقال في تصريح نقلته وكالة أروربا بريس، إن « أخطر ما تواجهه اسبانيا هو الإرهاب الجهادي، الذي يمتد من موريتانيا الى الصومال» واعتبر أن تواجد الإرهاب في هذه المنطقة « أمر لا نقاش فيه»، لكنه نفى في نفس الوقت أن تكون لأجهزة المخابرات الإسبانية معلومات عن تورط القاعدة في أحداث العيون. غير أن جريدة « البايس»، كانت نشرت في 3 يناير من السنة الماضية، تقريرا عن تواجد القاعدة في منطقة الساحل، معتمدة على شهادة الاسترالي وولفغانغ إينير، الذي تم اختطافه رفقة زوجته، مدة تسعة أشهر، في سنة 2008، بشمال مالي. وحسب هذه الشهادة، فإن الاسترالي، الذي تمكن من التعرف على حوالي سبعين شخصا، يؤكد أنهم من جنسيات مختلفة، قادتهم جزائريون، والآخرون مغاربة وليبيون وتونسيون، وأيضا «صحراويون ازدادوا في المستعمرة الاسبانية السابقة»، حسب تعبير البايس. وفي نفس المقال نقلت البايس تصريحا لرئيس مالي، امادو توماني توري، الذي قال في استجواب مع جريدة «الوطن»، الجزائرية، إن «الإرهابيين ليسو من مالي، إنهم إذن يأتون من مكان ما»، في تلميح الى الجزائر، «إذن لماذا هناك بلدان لها إمكانيات اكبر من مالي، ولا تمنعهم في اجتياز الحدود ؟» وإذا كانت اتهامات الرئيس المالي للجزائر واضحة، فإن ما كتبه الصحافي الإسباني ميكيل أنخيل، اغيلار، في ركنه المعروف بجريدة البايس، كان أكثر وضوحا، حول مخاطر الإرهاب في الصحراء. يقول أغيلار، الذي شغل منصب مدير وكالة الأبناء الإسبانية « إيفي» سابقا، وهو رئيس جمعية الصحافيين الأوروبيين، محذرا الأسبان في مساندتهم للبوليزاريو، «الآن يجب أن نكون واضحين في اللعبة التي نقوم بها. لأن دولة مستقلة على امتداد 250 ألف كلمتر مربع، وساكنة لم تتجاوز سابقا 73 ألف نسمة، وتقدر حاليا ب 300 ألف، ستوفر فضاء فارغا لمغامرات القاعدة». ويضيف « يعني هذا أساسا سنكون أمام نظام أصولي على شاكلة إيران، يقع على بعد 14 كلمتر من شواطئنا. وينبغي أن نعلم أنه يهمنا أن يكون هناك مغرب قوي وقادر على المنافسة، ومستوعب للقيم الأوروبية، ومن هنا يجب أن نستمد دوافعنا. على الحكومة أن تشرح هذا، وعلى الحزب الشعبي أن يعرف انه لا يمكن استغلال كل شيء من أجل خدمة إيديولوجيته». وقدا هاجمت أصوات يمينية مقال أغيلار، معتبرة أنه يخدم وجهة نظر المغرب، دون أن تناقش عمق القضية التي طرحها حول التهديد الذي تشكله القاعدة في منطقة، لا يمكن مواجهتها إلا بدول قوية، وتنسيق محكم فيما بينها.