قال رئيس منظمة الصحفيين الأفارقة، ستانيس نكونديي السبت الماضي في كلمة خلال اختتام أشغال "المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية .. صورة القارة وفرص الاستثمار المتاحة فيها"، أن صورة القارة الإفريقية ليست إيجابية بالشكل المطلوب في جل بلدان القارة السمراء. وعبر ستانيس نكونديي عن انشغال الفيدرالية الدولية للصحفيين ومعها منظمة الصحفيين الأفارقة، بالوضع الذي تعيشه الصحافة في القارة الإفريقية ، وكذا انشغالهم بوضع مجموعة من الصحفيين في عدد من هذه البلدان ، مشيرا إلى ما تعيشه عدد من الدول الإفريقية من استمرار محاكمة رجال الصحافة والإعلام أمام المحاكم العسكرية. ودعا منظمة الصحفيين الأفارقة، على هامش اختتام لقاء موسع جمع الفيدرالية الدولية للصحفيين ومنظمة الصحفيين الأفارقة والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، الدول الإفريقية إلى بذل مزيد من الجهود من أجل العمل على تحسين صورة القارة الإفريقية بالقدر الذي يسمح بترويجها بالشكل الايجابي عبر وسائل الإعلام. وفي ظل الوضع الموسوم بالقلاقل والنزاعات في عدد من بلدان القارة الإفريقية أوصى ستانيس نكونديي "المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية" بضرورة الاهتمام بالجانب التكويني للصحفيين والإعلاميين الأفارقة العاملين في مناطق النزاع، وذلك بتنظيم دورات تكوينية لفائدتهم في مجال الأمن في محيط العمل من أجل توفير حماية أكبر لهم في مناطق النزاع. وطالبت منظمة الصحفيين الأفارقة، العضو في منظمة الفيدرالية الدولية للصحفيين "المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية" بضرورة خلق صندوق خاص موجه لدعم الصحفيين ضحايا العنف، وأيضا مساندة ذوي وأسر الإعلاميين الذين سقطوا بسبب النزاعات في القارة كما دعا ستانيس نكونديي في اختتام هذا المنتدى، الذي نظم يومي 17 و18 دجنبر الجاري تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس بمبادرة من وزارة الاتصال، وبتعاون مع منظمة التعاون الإسلامي، دعا الدول الإفريقية إلى تحسين صورة إفريقيا، وذلك من خلال الحذف الكلي للقوانين السالبة للحرية في مجال الصحافة والإعلام واعتمادها، بالمقابل، قوانين تمكن الصحفيين في القارة السمراء من الولوج إلى المعلومة والخبر، مما يساهم في تعزيز الديمقراطية في هذه الدول وفق المعايير المتعارف عليها دوليا. كما عبر رئيس منظمة الصحفيين الأفارقة، عن أمله في أن تعمل الدول الإفريقية والمؤسسات، سواء العامة أو الخاصة، على تعزيز التعاون والتبادل بين البلدان الإفريقية وتقاسم التجارب بين الصحفيين والإعلاميين في القارة الإفريقية، وفي أن تُحوّل هذا المنتدى إلى لقاء سنوي. وقال ستانيس نكونديي، إن المنتدى يطالب جميع الدول الإفريقية بضرورة اتخاذ خطوات ملموسة على كل المستويات، من أجل تطبيق كل الآليات المتوفرة اليوم و المساطر المتعلقة بتنمية وتطوير الصحافة والإعلام في الدول الإفريقية. ومن جانبها، دعت الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي إلى اعتماد السينما كأداة للتعريف بقدرات البلدان الإفريقية في المجال التنموي والثقافي. ودعا خليل الدامون رئيس الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي باسم أعضاء الفيدرالية من خلال التوصيات التي توجت أشغال هذا المؤتمر، إلى إشراك العاملين في السينما الإفريقية سواء على مستوى الإنتاج أو التوزيع أو الاستغلال في المخططات التنموية الرامية إلى خلق قنوات تكنولوجية وسمعية بصرية في إطار برامج محددة، من أجل تغيير الصورة النمطية غير اللائقة عن القارة الإفريقية والإنسان الإفريقي. وتضمنت التوصيات، أيضا، التأكيد على أهمية إشراك نقاد السينما في المخططات المرتبطة بالإعلام المسموع والمكتوب والمرئي والرقمي الموجه للقارة الإفريقية، وكذا التفكير في البحث عن شراكات بين الفيدرالية الإفريقية للنقد السينمائي والهيئات والمؤسسات الفاعلة في المجال السينمائي بصفة خاصة والمجال الثقافي بوجه عام. من جهة أخرى، دعت الفيدرالية المسؤولين في وزارة الاتصال، وفي منظمة التعاون الإسلامي إلى اعتبار الفيدرالية شريكا في برامجهما ومخططاتهما المستقبلية من أجل ربط أواصر التواصل بين نقاد السينما في إفريقيا وكذا تطوير أداء الثقافة السينمائية في القارة. كما عبرت الفيدرالية عن شكرها لمنظمة التعاون الإسلامي ووزارة الاتصال على دعمهما لهذا اللقاء، مثمنة مبادرة فتح حوار جاد وعميق بين مكونات القارة الإفريقية. وبدورها دعت الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، التي عقدت مجلسها التنفيذي على هامش المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية،إلى تشجيع الجهود التي تبذلها من اجل تدعيم التعاون وتبادل التجارب والخبرات بين الوكالات في المجالات المرتبطة بالأخبار والمنتوجات متعددة الوسائط وتكوين الموارد البشرية. وأكدت نائبة رئيس الفدرالية، السيدة أومو باري سانا (كوت ديفوار)، في كلمة لها خلال الجلسة الختامية لأشغال المنتدى، أن هذه الفدرالية تعتبر فضاء مهنيا يضم أزيد من عشرين وكالة أنباء افريقية، يروم إقامة شراكات استراتيجية بين وكالات الأنباء الإفريقية وتعزيز التعاون في مجالات تبادل المعلومات والتجارب والمنتوجات متعددة الوسائط بالإضافة إلى تكوين الصحفيين والموارد البشرية. وأبرزت أن الفدرالية أطلقت موقعا إلكترونيا، سيمكن الجميع من متابعة الأحداث الإفريقية انطلاقا من مصادر افريقية تتمثل في وكالات الأنباء الإفريقية، كما أنها أحدثت مركزا إفريقيا لتكوين الصحفيين بالرباط ينظم كل سنة ندوات تكوينية لفائدة الصحفيين الأفارقة. هذا، وأكد إعلان مراكش الصادر عن المنتدى الإعلامي الخاص بالقارة الإفريقية أن مستقبل القارة الإفريقية بشكل عام، ومستقبل أمنها ونمائها وتقدمها يظل مرتبطا بانبثاق مؤسسات إعلامية قوية حرة ومستقلة. وتضمن هذا الإعلان الدعوة إلى توسيع نطاق التعاون المشترك بين الدول الإفريقية في مجالات الإعلام والصحافة، والتنويه بجهود منظمة التعاون الإسلامي لفائدة القارة الإفريقية وخاصة في المجال الإعلامي سعيا لإبراز مقدرات هذه القارة في جميع المجالات وإسهاما في تحسين صورتها. وأوضح الإعلان أن حق شعوب إفريقيا في الخبر يتطلب ضمان حق الصحفيين الأفارقة في الوصول إلى مصادره وتقنين الحصول على المعلومة، مشيرا إلى أن مواجهة الصور النمطية السلبية، التي يستمر تداولها عن إفريقيا في الصحافة الإفريقية والدولية ضدا على أخلاقيات المهنة وبعيدا عن حقيقة الوضع، يبقى رهينا بتوحيد جهود نساء ورجال الإعلام في إفريقيا. وباعتبار الصحفي ضمير هذه المجتمعات وحامل رسالتها إلى العالم، تم التأكيد على ضرورة دعم المنظمات المهنية من نقابات وهيئات مهنية بهدف تعزيز حماية الصحفيين وإدانة كل أشكال الاعتداءات التي تطالهم. وشدد إعلان مراكش على دور الإعلام في محاربة كل أشكال العنف والتمييز العنصري والإرهاب ومحاربة الجرائم ضد الإنسانية بجميع أشكالها، ومحاربة بث الكراهية ضد الأديان عامة والإسلام خاصة، والحط منها والإساءة إلى رموزها. كما دعا إعلان مراكش كافة المؤسسات الإعلامية الإفريقية، لدعم القضية الفلسطينية والدفاع عنها على المستوى الإعلامي باعتبارها قضية عادلة.