(أ. ف. ب) بدت تداعيات الحرب في اليمن جلية في السعودية الثلاثاء مع دفن ضابط بارز في القوات السعودية الخاصة يعتبر العسكري الاعلى رتبة الذي يقتل في هذه الحرب. فقد قتل العقيد الركن عبدالله بن محمد السهيان في منطقة صحراوية في جنوب غرب اليمن الاثنين بحسب ما افاد مسؤول إعلامي. وكان الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي قلده وسام الشجاعة قبل مقتله بيومين. وفي صورة التقطت في ذلك اليوم ظهر السهيان في لباس الجيش الخاص بالصحراء معتمرا قبعة وحاملا مسدسا في وسطه اثناء مصافحته هادي في مدينة عدنالجنوبية. ونشرت وكالة «سبأ» اليمنية المقربة من حكومة هادي، خبرا عن تكريم السهيان الذي قالت انه «قائد قوات العمليات الخاصة السعودية بعدن»، في اشارة الى المدينة الساحلية في جنوب اليمن، والتي اعلنها هادي عاصمة موقتة للبلاد بعد فترة من سيطرة الحوثيين على صنعاء في شتنبر 2014. وقتل العشرات من حرس الحدود السعودي والجنود منذ آواخر مارس الماي عندما بدأ التحالف العربي بقيادة السعودية حملة القصف الجوي ضد الحوثيين، وارسل بعد ذلك قوات برية لدعم حكومة هادي. ويدعم التحالف القوات المحلية في مواجهة المتمردين الحوثيين وحلفائهم الذين سيطروا على معظم مناطق اليمن. وقتل ضباط بارزون سعوديون اخرون، الا انهم ليسوا في رتبة السهيان الرفيعة. ومع القيود المفروضة على دخول الصحافيين الى منطقة الحرب، فان السعوديين لم يشاهدوا القتلى والجرحى في اليمن. كما ان التلفزيون والصحف الرسمية السعودية لا تنشر انتقادات جماعات حقوق الانسان المتكررة لسقوط الضحايا المدنيين في اليمن. وتصدر مقتل السهيان، الذي التقطت له العديد من الصور في السابق اثناء ادائه الخدمة في اليمن، الاخبار في قناة «الاخبارية» السعودية. كما وصفت صحيفة «اراب نيوز» السهيان والضابط الاماراتي سلطان بن محمد علي الكتبي الذي قتل معه ب»الابطال». وفي حين لم تحدد قوات التحالف ظروف مقتل الضابطين، افادت مصادر عسكرية يمنية انهما قضيا في سقوط صاروخ اطلقه المتمردون الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في محافظة تعز بجنوب غرب البلاد، حيث تدور معارك منذ اسابيع. واكد مصدر عسكري ميداني يمني ان الضابطين قتلا «في منطقة باب المندب (بمحافظة تعز) اثر سقوط صاروخ اطلقه الحوثيون وقوات صالح من مواقعهم في الطريق الواصل بين ذباب ومدينة المخا». وانتشرت على موقع تويتر وفي الصحف السعودية رسالة يقال ان السهيان ارسلها على تطبيق واتساب قال فيها «إن عشنا فهي من الله، يا رب حياة ترفع الرأس، وإن متنا والله إنها أشرف موتة، ويا رب يتقبلنا شهداء». ونشرت كبرى الصحف السعودية الثلاثاء صورا لنعش السهيان يحمله عدد من الجنود، وهي صور لم تشاهد سوى نادرا خلال هذه الحرب. ونشرت صحيفة عكاظ صورة لنجلي السهيان يمسح احدهما الدموع من عينيه اثناء وصول جثمان والده. وذكر الاعلام المحلي ان جثمان السهيان ووري في مدينة الجوف شمال غرب السعودية. وجاء مقتل السهيان عشية بدء سريان وقف اطلاق النار في اليمن الثلاثاء تزامنا مع اطلاق محادثات السلام في سويسرا. ومنذ مارس الماضي قتل اكثر من 5800 شخص نحو نصفهم من المدنيين في اليمن، بحسب الاممالمتحدة.