احتشد عدد كبير من حراس الأمن وعاملات النظافة، بمؤسسات الإعدادي والثانوي بخنيفرة، في وقفة احتجاجية أمام مقر عمالة الإقليم، صباح الخميس 17 دجنبر 2015، من أجل إثارة انتباه السلطات الإقليمية إلى سخطهم الشديد حيال ما وصفوه ب «سياسة التجويع والاستغلال» المتمثلة في تأخر صرف رواتبهم من طرف الشركات المشغلة لهم، تاركيت (Target) لحراس أمن مؤسسات التعليم الثانوي، التي يقع مقرها المركزي بأكادير، وشركة إيفري داي EDSN لحراس أمن مؤسسات التعليم الإعدادي، المتواجد مقرها بالقنيطرة، ثم شركة حياة نيكوص (Hayat négos) لعاملات النظافة، التي يتواجد مقرها بالرباط، وكل المؤشرات تدل على أن الوضع سيظل مرشحا للمزيد من تأزيم حوالي 90 حارس أمن وأكثر من 190 عاملة نظافة يشتغلون كلهم في ظروف غير مؤمنة بكرامتهم وإنسانيتهم. وكل هذه الشركات/ المقاولات كانت قد وقعت، بينها وبين النيابة الإقليمية للتعليم، على دفاتر تحملات لم يعد الالتزام بشروطها يؤخذ بعين الاعتبار،عندما أصبح حراس الأمن وعاملات النظافة مجرد كائنات تتقاذفها التبريرات الواهية، بين نيابة التعليم التي ترمي بالكرة للشركات، والشركات تبرر موقفها بعدم توصلها بمستحقاتها من هذه النيابة، وقد سبق لعامل الإقليم أن دخل على الخط لتسرع النيابة إلى حل المشكل، لكن سرعان ما عادت الأمور إلى نقطة الصفر. وبمؤازرة نقابية، صدحت حناجر الحراس والمنظفات بمجموعة من الهتافات والشعارات الغاضبة التي جسدوا فيها معاناتهم المادية والاجتماعية المتمثلة في تأخر الشركات المذكورة عن صرف رواتبهم، منذ نونبر الماضي، مؤكدين حجم معاناتهم مع التماطل القائم على مدى أشهر السنة، رغم طرقهم لمختلف الأبواب، سواء إدارات الشركات المعنية أو المندوبية الإقليمية للشغل أو حتى النيابة الإقليمية للتعليم، وقد شددوا، في وقفتهم، على ضرورة صرف «أرزاقهم» طبقا لدفتر التحملات الذي يُلزم الشركة بأداء الأجر على رأس كل شهر، علما أن الفئات المحتجة لا تتمتع بكامل حقوقها المادية والمعنوية، وأن عملهم أو «بطالتهم المقنّعة» تعتبر المورد الرئيسي لصراعهم من أجل العيش في ظروف تعاني عميقا من معضلة العطالة. وكان طبيعيا أن تبرز آلام الحراس والمنظفات بمؤسسات التعليم الإعدادي والثانوي، ومعهم حراس أمن نيابة التعليم أيضا، جراء تأخر الشركات عن صرف رواتبهم في ظروف مثقلة بالمصاريف اليومية، وبواجبات عيش أسر متعددة الأفراد، وبالقروض والديون والإكراهات، وتكاليف الدواء والكراء والماء والكهرباء والخدمات الأساسية، مع ما يعلمه الجميع بخصوص غلاء المعيشة وقساوة العيش وغياب البديل.