«نصبرو شهر أو شهرين.. ونسكنو في ديور مزيانة.. هذا هو المهم عندنا...». هكذا عبر بعض سكان دوار براهمة شرقاوة في ردهم بخصوص المتاعب والإكراهات التي يصادفونها حاليا قبل إتمام بناء بيوتهم الجديدة، خاصة في ارتباط مع اضطرارهم لكراء بعض الشقق والبيوت مؤقتا، مع ما يعنيه ذلك من مصاريف إضافية تعتبر ثقلا جديدا لدى معظمهم. ومع كل ذلك، بدا جل السكان مبتهجين بقرب انتهاء محنتهم مع السكن الصفيحي الذي عاشوا في ظله لسنوات عديدة جدا، قبل أن يضع البرنامج الاستعجالي الذي وضعته سلطات المحمدية للقضاء على الصفيح، حدا لاستمرار دوارهم البراهمة في الوجود. وفي هذا السياق، أوضح مصدر قريب من مصالح عمالة المحمدية، أنه «وفي إطار السياسة الملكية الهادفة إلى القضاء على السكن غير اللائق، أقدمت سلطات عمالة المحمدية على هدم آخر براكة بدوار براهمة شرقاوة المتواجد بالجماعة القروية بني يخلف. وقد استفادت 222 عائلة التي كانت تقطن بالدوار من بقع أرضية مبرمجة في إطار مشروع «الشلال» للقضاء على دور الصفيح». وكان الدوار المذكور قد غمرته مياه الأمطار الغزيرة التي عرفتها عمالة المحمدية في 29 و30 نونبر 2010، وهو ما دعا السلطات المحلية إلى وضع برنامج استعجالي لمساعدة المنكوبين، تمثل في إيواء الأسر المتضررة ومساعدتها بالأغطية والمواد الغذائية والتحمل الطبي. كما تكونت لجنة من ساكنة الدوار عملت إلى جانب الفريق المكلف بالمواكبة، على المصادقة على لائحة السكان بهدف البحث عن حل عملي ونهائي لإعادة إسكانهم. وبعد45 يوما من العمل المتواصل بين لجنة السكان والسلطة، تم القضاء نهائيا على دوار براهمة بحيث تم هدم آخر براكة يوم 26 يناير 2011، في جو من الفرح عبرت عنه العائلات المستفيدة، خاصة وأن هذا الحدث تزامن مع إطلاق سراح بعض الشبان الذين اعتقلوا خلال الاحتجاجات التي أعقبت الفيضانات الأخيرة.