حيى المخرج الإيراني عباس كياروستامي، خلال الحلقة الثالثة والأخيرة من فقرة " ماستر كلاس"، التي تدخل ضمن يوميات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وأمام حضور كبير من السينمائيين والمهنيين والإعلاميين من ضيوف المهرجان وطلبة مدارس السينما، جمهور المهرجان وخصوصا الشباب والشابات السينمائيين .. عباس كياروستامي، الذي يعد من الأسماء السينمائية العالمية، فتح في بداية درسه نافذة على عوالمه الإبداعية، ومساراته واختياراته. وكشف عباس كياروستامي عن مرجعياته في السينما، والأفلام التي أثرت في توجهاته، وإدارته للممثلين، ودور الرسم في أعماله.. كل هذه العناوين الكبرى لامستها مداخلاته التي أشار في بداياتها أن الصدفة هي التي قادته إلى الإخراج، لأنه كان ينوي أن يصبح رساما .. ويقول كياروستامي " أعتقد إذا ما أردت أن أبحث عن السبب الذي أدى بأن أكون مخرجا، هو أنني كنت فضوليا من صغري، وهذا لا يعني أنه لم يكن لي حب للسينما.. وأقول في هذا السياق، أن عنصر الصدفة الذي أدى بي إلى الإخراج، هو نفسه الذي صاحبني لكي أصبح منتجا سينمائيا، وهو كذلك الذي صاحبني بأن أخرجت أول أفلامي.. ". ويضيف: "إذا اعترفت أنني أصبحت مخرجا بالصدفة، فهذا لا يعني التقليل من أهمية الجمهور" . وحول سؤال هل أفلامه هل بها شاعرية، اعتبر عباس كياروستامي من " الصعب الإجابة على هذا السؤال، ولا أدري إن كنت أملك جوابا.. ولكن يظهر لي بأن السمات الشاعرية التي نجدها في أفلامي، هي تلك الأجزاء الموزعة ما بين الموسيقى والرسم والحوار العادي الذي أخلقه ما بين الشخصيات .. " . وفي سياق آخر، فسر عباس كياروستامي علاقة الجمهور بالسينما، معتبرا أنه حينما يأتي الجمهور لمشاهدة الفيلم، فهو بصدد مشاهدة مرجعيات وعقليات مختلفة، وبالتالي "كيف لي أن أراهن على جمهور معين، خصوصا أنني أريد صناعة أفلام بطريقتي الخاصة وليس لإرضاء الأفكار ووجهات نطر معينة، بل لأنني أريد إخراج السينما التي أرغب فيه "، معتبرا أن " التنوع في الأفلام هو التحفيز على تجاوز التكرار" .. وعن سؤال كيف ينظر الجمهور الإيراني لأعماله السينمائية.. يقول عباس كياروستامي " صحيح أنا أعيش في إيران، وأحيانا تصف أفلامي بأنها تقدم نظرة غربية للقضايا التي أتناولها.. لكن أعتقد أن هناك جغرافيا واحدة وهوية واحدة .. ونحن بشر أينما تواجدنا سواء بالشرق أو الغرب.. ولا أخفيكم سرا، أنا لا آخذ بجد مسألة الاختلافات الثقافية.. وحسب تجربتي الشخصية، أعتقد أنه لا يمكن أن أفكر في إنتاج فيلم أمريكي سيكون أحسن من أفلام رعاة البقر.. ولا أرى مشكلة في أن تكون لي علاقة مع الآخر، لأنني لا أعير الانتباه إلى كل الفوارق الموجودة، لأن فن السينما يجمع بيننا كبشر.. " . وعن رأيه في السينما المغربية، صرح كياروستامي " لا أومن بأن أقدم النصيحة .. ولكن أحسن نصيحة تعلمتها في الحياة، هو العمل على تحسين أنفسنا.. " . وكيف يقدم السينما التي يخرج يقول المخرج الإيراني عباس كياروستامي" كل ما أفعله أستلهمه من السينما والآداب وألاحظ ما يجري في الحياة، وأحاول أن أتقاسمه معكم ضمن تجربة الحياة .. " .