مفارقة عجيبة أن تجد منتخبا وطنيا يتهيأ لخوض منافسات إقصائيات كأس العالم ونهائيات كأس افريقيا القريبتين ومازال مدربه يبحث عن التشكيلة التي سيخوض بها المباريات رغم قضائه مدة طويلة بمهامه دون أن يقف على التشكيلة الرسمية. فتاريخ خوض منافسات كأس العالم لا يسمح بمزيد من التجارب والتنقلات المتكررة نحو أوربا لا نجد لها معنى سوى مزيدا من ضياع الوقت وهدر مال الجامعة الذي من الممكن أن يفيد في كثير من الأمور التي لا يعيرها أحد اهتماما. ومن عجائب الأمور أن يصّر المدرب الزاكي على رحلاته المكوكية بكل أريحية دون أن يكون لرئيس الجامعة رأي في الموضوع، حيث أنّ أقصى ما يفعله هو تجهيز قلمه للتوقيع على شيك من دفتر الجامعة دون حسيب أو رقيب وحتى دون الاستفسار عن الغاية من هذه السفريات، وهنا يفرض السؤال نفسه حول دور وقيمة باقي الأعضاء الجامعيين إن كان لهم بالفعل رأي. فحسب الأخبار التي نشرتها الصحافة الوطنية، فإن الزاكي سيحاول الاتصال باللاعبين كريم الأحمدي وحكيم زياش وكأنه يريد الاستفادة من خدماتهم، علما أنهم شاركوا في مباريات الفريق الوطني، ومن تم سيطير نحو الدنمارك. وهنا نسأل رئيس الجامعة عن استراتيجيته التنقيب عن المواهب بأوربا التي تم خلالها تعيين أربعة مناديب موزعين على فرنسا وبلجيكا وهولندا وإسبانيا وإيطاليا، يعملون تحت إشراف مدربي المنتخبات الوطنية وخصصت لهم أجور تفوق خمسة وعشرين ألف درهم لمراقبة اللاعبين، وهم علي بوصابون بهولندا و أحمد شواري بفرنسا وموكريم ببلجيكا ولمرابط بإسبانيا وإيطاليا، وما دورها إن كانت لا تقدم التقارير عن كل اللاعبين المغاربة الممارسين بمختلف الدوريات الأوربية عوض استنزاف المال العام في سفريات الزاكي، اللهم إن كان هذا الأخير غير مقتنع بأهميتها وبقدرتها على الوقوف على قيمة اللاعبين وأحقيتهم في حمل القميص الوطني. المضحك في الموضوع كله أن الأمر لا يقتصر على الزاكي وحده، بل إن مدرب حراس الفريق الوطني خالد فوهامي سيقوم برحلة نحو إسبانيا للوقوف على إمكانية حارسين جديدين للمنتخب وإن كانا مستعدان للدفاع عن الألوان المغربية في ظل التخوف من الضعف الذي يعاني منه الزاكي في هذا المركز الحساس، وإذا ما استطاع فوهامي إقناعهما ستكون حراسة مرمى المنتخب في أمان. وحتى لا نكثر من الكلام الذي لا فائدة منه مع عناد البعض الذي لا ينتهي وشرود جامعة لا ندري كيف تسيّر أمورها وتدبر ماليتها، نخبركم أن الحارسين المعنيين هما ياسين بونو ومنير المحمدي. ربما هما اسمان مشابهين لحارسي الفريق الوطني. فقد يخلق الله من الشبه الأربعين.