أفردت وسائل الاعلام الإسبانية في الفترة الأخيرة، حيزاً هاماً لما يحدث في كل من تونس ومصر، حيث كانت الأحداث الأخيرة محور جميع النشرات الإخبارية أو واجهات الصحف، بل تعداها الى محاولة ربطها بالعالم العربي وبشمال افريقيا، خصوصاً حيث أجمعت جل وسائل الاعلام الإسبانية أن موجة التغيير وشيكة في بعض الأقطار العربية. ما حدث في تونس وما يتفاعل من أحداث في مصر، ترى فيه وسائل الاعلام الإسبانية مؤشراً جديداً نحو تغيير النخب والأنظمة ببعض البلدان العربية، مع التوجس من حدوث حروب أهلية في بعض الأقطار من قبيل اليمن والجزائر، بل ذهبت بعض التحليلات إلى ربط أحداث تونس ومصر بالثورة الفرنسية التي أشرت نحو التحولات الديمقراطية في أوربا الشرقية. بل هناك من وسائل الاعلام التي أكدت أن النموذج المغربي لا يمكن له أن يتأثر بما يقع في تونس ومصر، لكون مستويات الصراع السياسي والتدافع نحو السلطة متباين، فنظام الحكم في مصر وتونس هو جمهوري، أما في المغرب، فهو نظام ملكي والتدافع السياسي في المغرب محصور في المجال البرلماني والحكومي. وهناك إجماع وانضباط في ما بين القوى السياسية بالمغرب بشأن الملكية، وبالتالي النموذج المغربي محصن في هذا الاتجاه. وفي هذا الإطار، أوردت جريدة »إيلباييس« الإسبانية في عددها ليوم الأحد 30 يناير الجاري، تصريحاً للمفكر الإسباني، وأستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة مدريد المستقلة بير بابي لوبيز غارسيا، حيث أكد أنه من الصعب أن يحدث في المغرب ما يحدث في مصر وتونس من ثورة. فإذا كان في الجزائر يمكن أن تقع حرب أهلية إذا ما تأثر هذا البلد بالثورة، فإن النموذج المغربي محصن، وقد تم استصدار تعليمات بعدم الاستفزاز وتجنب التظاهرات، هذا إلى جانب أن الأحزاب المغربية جد منضبطة. بل هناك من التحليلات التي أوردتها وسائل الاعلام الإسبانية التي أكدت أن الأنظمة المعنية بالثورة التونسية والمصرية هي تلك الأنظمة الاستبدادية ذات الطابع الديكتاتوري، الأنظمة التي ترى في نظام الحزب الواحد نموذجاً.