رفض عمار سعداني أمين عام جبهة التحرير الجزائرية التصريح «حول قضية الصحراء في لقاء تلفزيوني قائلا «قضية الصحراء عندي فيها ما أقول، ولابد أن نصارح فيها الشعب الجزائري، وبالتالي سيأتي يوم وأتكلم فيها»، مضيفا «لو تحدثت عن القضية الصحراوية سيخرج الناس إلى الشارع». التصريح غير المسبوق لأهم حزب في الجزائر، تزامن مع تصريحات أخرى لقيادات جزائرية طالبت بترحيل اللاجئين بل تعالت أصوات مطالبة بطردهم واعتبرتهم خطرا على الجزائر وشعبها وعلى المنطقة برمتها. وقد فرضت هذه التصريحات، استقبال الرئيس بوتفليقة ،رغم مرضه، لعبد العزيز المراكشي، بمعية وزراء جزائريين لمحاولة در الرماد في العيون والتأكيد على موقف الجزائر العدائي تجاه وحدة المغرب الترابية بعلة مساندة حق تقرير المصير ،وأصدرت ما يسمى اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي بيانا، استنكرت فيه تصريحات الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعيداني، مؤكدة أنها تلقت «بكثير من الاستغراب التصريحات التي أدلى بها عمار سعدانى، هذه التصريحات التي أتت في شكل من الضبابية والغرابة وبدون الإفصاح عما هو مقصود قصد تفكيك محتواها»، يقول البيان، وأضافت اللجنة، أن هذه التصريحات «تجعل سعدانى في خط معاد لأرضية عقيدة جبهة التحرير الوطني». وعلى صعيد آخر أكد مصدر مطلع بأن المبعوث الأممي كريستوفر روس سيحل بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري بعد ختام زيارته للجزائر التي حل بها الاثنين، والتي كشف خلالها موقف الأمين العام «طلب مني الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تكثيف الجهود لإيجاد حل يتطابق مع لوائح مجلس الأمن الأممي» كما أعرب روس عن رغبة السيد بان كي مون في زيارة المنطقة خلال الأشهر المقبلة بغية تقديم «إسهامه الشخصي في إيجاد حل لهذا النزاع «. وأوضح المبعوث الأممي أنه تم التطرق خلال اللقاء مع بوتفليقة «إلى مستجدات ملف الصحراء الغربية والمواعيد المقبلة» وسيحل روس بالمغرب قريبا من أجل مناقشة الوضع السياسي للمفاوضات، بعد الخطاب الملكي بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء والتي جدد من خلالها موقفه الباث والنهائي بخصوص المنطقة والاقتراح المغربي بإقامة جهوية موسعة . تصريحات وزير الخارجية التي رفض فيها استقبال روس في الصحراء أو السماح له بزيارة العيون وغيرها من المدن ، وكشفت مصادر دبلوماسية أن روس سيزور أيضا، أوروبا خلال الأيام المقبلة من اجل تنسيق برنامج التعاون بين طرفي النزاع في الصحراء طبقا للوائح مجلس الأمن الدولي داعيا إلى إجراء «مفاوضات «جدية و مسؤولة» من أجل حل «عادل و نهائي». وتأتي جولة روس أيضا في سياق يتميز بدعوات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى ضرورة استئناف المفاوضات بين طرفي النزاع من أجل حل دائم. وفي سياق متصل أكد وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني رياض المالكي عقب لقاءه مع صلاح الدين مزوار، وزير الشؤون الخارجية والتعاون موقف دولة فلسطين الذي يؤمن بمبدأ وضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة كل الدول العربية أن موقف بلاده الداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية ودعمه للمقترحات الهادفة لتسوية هذا النزاع. وقال بخصوص قضية الصحراء المغربية «موقفنا معروف وواضح، نحن نعبر عن رفضنا المطلق لكل المقارنات المغلوطة والمشبوهة مع القضية الفلسطينية، فلا توجد هناك أية أوجه للمقارنة ما بين الحدثين؛» وأضاف وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني «نحن مع مبدأ وحدة التراب الوطني للمملكة المغربية، ونأمل في أن يتم استكمال كل الجهود التي بذلت من أجل الوصول إلى صيغة تسمح لإنهاء مثل هذا الخلاف بما يضمن فعلا، كما أشرنا، للوحدة الترابية للمملكة المغربية». وأوضح رياض المالكي «كنا ولا زلنا نرفض أي نوع من المقاربات وعلى استعداد كامل، دائما، لتوضيح نقاط الاختلاف ما بين قضية الصحراء من جهة وما بين الوضع في فلسطين من جهة أخرى».