صدرت عن دار الوطن للنشر والتوزيع بالرباط، رواية جديدة للأديبة المغربية مريم بن بخثة، التي تقع في 130 صفحة من القطع المتوسط والتي قدمها كل من الدكتور مصطفى سلوي، الأستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة، والناقد المصري عاطف عبد العزيز الحناوي. وتتناول الرواية قضية اجتماعية جوهرية تتمثل في الزواج المختلط؛ فسمير المصري تزوج من المغربية نعيمة، وانتقل إلى العيش بمدينة تزنيت رفقة زوجته المغربية، ولقي كثيرا من العراقيل وواجه عديدا من الصعوبات. ومن مطلع الرواية الواقعة في 25 فصلا معنونا، نقتطف للقارئ ما يلي على لسان السارد:»من المفارقات أن يبحث بطل رواية ما عن كاتب لروايته، يتحرى عنه بمواصفات خاصة ورؤية تَعْنِيه هو كبطل لأحداث عاشها حقيقة ويريد أن يشاركه فيها القراء؛ غير أنه يريد كاتبا بعينه يبوح له بما يخالج صدره وما يختلج في نفسه.. فكّر في هوية كاتب لحكايته كثيرا، حتى أوصله فكره إلى أن تكون أنثى؛ لأنها أقدر على وصف شعوره وأحاسيسه اتجاه أهل المغرب...». وعن التجربة الجديدة للأديبة مريم بن بخثة، قال الدكتور مصطفى سلوي: «كم تتعلق أحلامنا بأهداب الواقع، تنسج رغباتنا من أحلامنا واقعا نعيشه.. وكم تكون الخيبات حين يتكشف لنا هذا الواقع من غير زيف ولا أحلام.. وكم تكون الحقيقة مؤلمة حد سقوط كل الأقنعة.. تلك هي «سقوط المرايا» التي صنعت منها الروائية مريم بن بخثة جسرا لحب ممتد بين بلدين- مصر والمغرب حيث زمن الرواية والأحداث غير المتوقعة التي تشدك إليها شدا لتخلق لنا متعة السرد ومتعة التخييل بوصف دقيق لشخوص الرواية، خاصة بطلي الرواية المحوريين سمير ونعيمة اللذين جعلتنا نعيش معهما كل لحظة من لحظات مسار الرواية.. ركزت فيها الروائية على الوصف الدقيق للجانب النفسي لكليهما، حيث اهتمت بأفكار الشخصيات ومشاعرها ودوافعها وأحاسيسها، صنعت منها جسرا يتفوّق على الأفعال والأحداث الخارجية للرواية؛ بل وهذه الأحاسيس الداخلية هي التي تؤثر وتحرك الأحداث الخارجية». ويضيف سلوي إن «ما يميز رواية «سقوط المرايا» هو ما أبدعت فيه الأديبة من مزجها بين الأجناس الأدبية؛ ... وهو ما يعطي رواية مريم بن بخثة قيمتها الفنية وروعتها وأصالتها الإبداعية». ويخلص الأديب و الناقد المصري عاطف عبد العزيز الحناوي في كلمته إلى أن «الرواية، إذن، تمتاز بلغتها المغايرة، فليست سردا بحتا أو حوارا خالصا؛ بل هي مزج بين الأجناس الأدبية بجمال فريد، مع عدم إغفال للجانب الموضوعي والهدف التنويري والتحريضي للأدب». يذكر أن الأديبة مريم بن بخثة تكتب في أجناس أدبية متنوعة؛ بدءا من القصة والشعر ومرورا الزجل وانتهاء الرواية. كما أصدرت، في وقت سابق، رواية «وشم في الذاكرة» (2009) ومجموعة قصصية «بأمر من مولانا السلطان» (2012) وديوانا شعريا «حديث الليل» (2013). وللكاتبة أعمال إبداعية أخرى في طور النشر.