تشارك تونس من خلال مركز الرواية العربية بمدينة قابس، الذي يرأسه الروائي التونسي محمد الباردي، في الملتقى الخامس للرواية المغاربية الذي ينظمه، يومي 22 و23 يناير الجاري، مختبر السرديات وشعبة اللغة العربية بالمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل والمركز الثقافي (الأندلس) وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان. وقال الباردي، في تصريح لجريدة (الصباح) التونسية، إنه تم اختيار عشرة نصوص روائية تونسية لتكون موضوع دراسة في المغرب ولتقدم بحوث في شأنها خلال هذه التظاهرة الأدبية التي جاءت بدعوة من القائمين على الملتقى، الذين اختاروا محور "العوالم التخييلية والمرجعيات المتعددة في الرواية المغاربية" عنوانا لهذه الدورة. وأضاف أن هذه الأعمال، التي روعي في اختيارها المستوى الفني الواضح في سرد الأحداث، هي روايات "محاكمة كلب" لعبد الرحمان العشي و"حكاية تونسية" لحسونة المصباحي و"صهيل الفوات" لمحمد حيزي و"الأرض تزهر في الخريف" لعبد الرزاق بالرجب و"ذلك الرجل" لأحمد السالمي و"الغروب الخالد" لحسنين بن عمو و"خدعة العصر" لمنير الرقي، إضافة إلى روايته "حنة" التي صدرت أخيرا. وأضاف الروائي التونسي أنه سيقدم خلال الملتقى شهادة حول هذه الرواية، التي قال إنها عبارة عن سيرة ذاتية يحكي فيها عن حياته وطفولته، الأمر الذي يطرح إشكال كيفية المزج بين جنسين أدبيين مختلفين، جنس السيرة الذاتية من ناحية وجنس الرواية من ناحية أخرى. ويشرح الباردي ذلك بقوله إنه لم يكتب سيرة تقليدية، مثلما يكتبها كتاب السير، بل أن المخيال الروائي "لعب لعبته في هذا النص" معتبرا أنه أراد، في سياق الكتابة التجريبية، أن "يكسر السرد الروائي التقليدي النمطي من أجل عرض شكل جديد كما يتصوره". من جانبه، صرح الروائي التونسي حسنين بن عمو، الذي اختيرت روايته الأخيرة "الغروب الخالد" ضمن الأعمال المشاركة في الملتقى، أن اهتمام الأدباء المغاربة بالكتابات الروائية التونسية، يندرج في إطار العمل المغاربي ككل، والذي "لا يمكن أن يكون بمنأى عن الإبداع العربي والعالمي" ، معتبرا أن "كل عمل ينبع وينشأ من محيط الكاتب، والعمل على محيطنا المغاربي أصبح ضرورة ملحة جدا من أجل إيجاد قاعدة اتصالية يستفيد منها الأدباء بصفة عامة وتمهد للقمة العربية الثقافية المرجوة". وذكر بن عمو، في هذا السياق، أن مركز الرواية العربية بمدينة قابس ، سبق له أن نظم منذ سنتين ندوة بعنوان "الرواية المغربية في قراءات تونسية"، حيث تم توزيع عدد من الروايات المغربية على عدد من نقاد الأدب في تونس وتمت قراءتها بحضور مجموعة من نقاد كتاب الرواية في المغرب. وعن رأيه في مسألة الخيال في الرواية المغاربية، في الوقت التي يعرف الجميع أنها تلتصق التصاقًا شديدا بالواقع المعيش، قال الباردي إنه "لا يمكن أن نتحدث عن إبداع بدون خيال" مضيفا أن الكاتب يطرح قضايا المجتمع وقضايا العصر طرحا أدبيا، بمعنى أن المخيال هو الذي يعرض علينا رؤية معينة للعالم الذي نعيش فيه ولعل تأثير الفن أحيانا أبلغ من تأثير التعبير المباشر بصفة عامة.