المعطيات التي تتقاطر على الجريدة من مصادر متنوعة (نقابية، حقوقية، مدنية) تؤكد بأن الدخول المدرسي بنيابة التعليم بوزان يتموقع هذه السنة على مسافة بعيدة من التدابير ذات الأولوية التي حددتها الوزارة الوصية . فكيف ستتحقق التعلمات الأساسية والعشرات من الصفوف الدراسية بالابتدائي والثانوي بسلكيه، لم يتعرف فيها بعد تلامذتها على وجوه أساتذتهم بسبب الخصاص المهول في الموارد البشرية ( أزيد من مئة )، ومن جهة ثانية بسبب «التدبير المختل» لهذه الموارد الذي يتم بالزاوية المعتمة بمصلحة الموارد البشرية، على حد تعبير مصدر نقابي . وكيف ستتحقق الجودة ، والاكتظاظ والأقسام المشتركة قد تم التطبيع معهما ؟ واقع تمت مواجهته بهدير جارف من الوقفات الاحتجاجية المطالبة بالحق في التعليم النافع . وأين المدرسة العمومية من شعار « الإنصاف وتكافؤ الفرص « إذا كان الكثير من مؤسساتها التعليمية يفتقر لأبسط شروط متابعة الدراسة في مناخ تربوي سليم في حده الأدنى؟ فقد وقفت الجريدة على مؤسسات تعليمية لا تتوفر على مرافق صحية ، وإن هي وجدت فما أبشع الصور التي هي عليها، ومدارس أخرى غير مربوطة بشبكة الكهرباء والماء الشروب، أو تستقبل الأطفال في حجرات دراسية بالبناء المفكك المعروفة مخاطره على صحتهم . هذا دون الحديث عن الحالة المتردية التي هي عليها مقاعد وسبورات أكثر من مدرسة بالعالم القروي ، ناهيك عن العشرات من الحجرات,كما أن أقرب وصف يمكن أن ينعت به واقع أغلب الأقسام الداخلية ومرافق الإطعام المدرسي (إن هي وجدت) فلن نجد أخف من وصفها ب»النكبة». دخول مدرسي يعمق التمييز بين التلاميذ ، وإلا ما هو التفسير المقنع الذي تتسلح به نيابة التعليم بوزان وهي تعطل إلى اليوم التحاق الأطفال في وضعية إعاقة بأقسام الدمج المدرسي الذي خلف تدبيرها في السنة الماضية لغطا كبيرا . فهل هذه «الحفنة» من الصور القاتمة المصاحبة للدخول المدرسي بإقليم وزان -التي نقلناها - لا يمكن اعتمادها كمؤشر كاف على أن دائرة الهدر المدرسي الذي تشكل معركة محاصرته صلب التدابير ذات الأولوية مرشح «قرصها» للمزيد من التمدد ؟ وأكثر من ذلك فإن دقات جرس هذا الموسم الدراسي تنذر بأن موسم الجني التربوي لن يكون حصاده أحسن حالا من سابقه الذي لم تتجاوز فيه نسبة الحصول على شهادة الباكالوريا عتبة 35 في المائة. هذا الوضع المزري طرحه رئيس المكتب الإقليمي لفدرالية آباء وأمهات تلاميذ المدرسة العمومية بوزان بمناسبة تنظيم النيابة لحفل انطلاق الموسم الدراسي الجديد ،وتقدم فيه بملتمس لعامل دار الضمانة من أجل التعجيل بعقد اجتماع موسع يحضره مختلف المتدخلين بقطاع التعليم بالإقليم لإنقاذ المدرسة العمومية.