عندما انتقل عادل تعرابت إلى إنجلترا لأول مرة، لم ترقه الأمور كثيرا، وأراد العودة إلى فرنسا ، ولم يكن حينها قد قضى سوى أسبوعين على التحاقه بفريق توتنهام. مرت السنوات بسرعة، وانقضت أربع سنوات، وهاهو نفس الشخص، وقد أصبح يحمل شارة العمادة بفريق كوينز بارك رانجرز، يرفض حتى مناقشة فكرة مغادرة البلد. والفضل في هذا التحول الجذري في موقف تعرابت يعود بالدرجة الأولى إلى رئيس النادي، نيل فارنوك. كان فارنوك الرئيس السادس لنادي كوينز بارك منذ التحاق تعرابت بالنادي هو الذي حرص على جعل عقد اللاعب المغربي يتحول من الإعارة إلى التوقيع الدائم ومنحه شارة العمادة، وهو الجميل الذي رده تعرابت من خلال العروض الممتازة التي ما لبث يقدمها في كل المباريات. ولعل آخر مباراة للفريق والتي جمعته بفريق كوفنتري يوم الأحد الماضي، خير دليل على ذلك، إذ سجل هدفا جميلا، رافعا حصته من الأهداف إلى 13 هدفا منذ بداية الموسم ومانحا ناديه فارقا جيدا عن مطارده الذي يبتعد عنه بخمس نقط. يقول تعرابت: «نيل هو أول رئيس يعرف جيدا كيف يتعامل معي. إنه بمثابة والدي. أحيانا أرتكب أخطاء في الملعب، ويقول لبقية اللاعبين «لا تصرخوا في وجهه، إن كان ثمة من يتحدث إليه، فهو أنا » . ويضيف بالقول: «وهذه السنة استثنائية بالنسبة لي. أتمنى أن أحمل الفريق إلى دوري الدرجة الأولى. نيل يستحق ذلك » . ولد تعرابت بالمغرب، لكن لم يكد يطفئ شمعته الأولى حتى انتقل رفقة أسرته إلى فرنسا، حيث نشأ في مدينة مرسيليا. لكن أولى مداعباته للكرة كانت داخل مركز نادي لانس، وظل هناك إلى أن بلغ سن السابعة عشر، فانتقل إلى لندن، غير أن بدايته ستكون متعثرة سواء داخل الملعب أو خارجه. يقول نجم كوينز بارك: «جئت إلى لندن لأجد أن أفول الشمس يبدأ منذ الساعة الثالثة بعد الزوال. لعبت كاحتياطي في مباراة فريق توتنهام ضد شيلسي، ولم أفهم كيف كان الإنجليز يلعبون، إذ تم طرحي أرضا ثلاث مرات دون أن أحصل على ضربة خطأ. لا شيء إطلاقا. وعندما كنت ألعب في فرنسا، كان كل شيء يتم في هدوء على أرضية الملعب، واللاعبون كانوا قليلي الكلام. أما في إنجلترا، فكان كل اللاعبين يصرخون. وحتى أفراد فريقي كانوا يصرخون في وجهي. أعتقد أنهم كانوا يسبونني ». كان عدم إلمام تعرابت باللغة الإنجليزية من أكبر المعيقات التي عرقلت مسيرته في البداية. يحكي تعرابت عن إحدى تجاربه قبل تعلم اللغة الإنجليزية: «كنت في ملعب التداريب عندما سألني زميلي في الفريق، بينوا أسو إيكوتو، إن كنت أريد شرب الماء. لم أفهم سؤاله، فقال لي: «ألم تدرس الإنجليزية بالمدرسة؟»، أجبته بالنفي». كان لهذا الحادث وغيره تأثير سلبي على عادل وأدائه، حتى أنه أخبر شقيقه الذي كان قد رافقه إلى لندن عن رغبته في العودة إلى فرنسا، لكنه اصطدم بالجواب: «مستحيل، هل نسيت أنك وقعت على عقد لخمس سنوات؟» . لكن بمرور الأيام، تحسنت الأمور بالنسبة للاعب المغربي، إذ سرعان ما قررت إدارة النادي منح اللاعبين الذين لا يتقنون اللغة الإنجليزية أستاذا متخصصا يقضي معهم ساعة يوميا. يقول عادل: «كان الأستاذ يعلمنا كلمات كاسم عجلة السيارة بالإنجليزية، فقلت له: «لا أهتم بمعرفة اسم عجلة السيارة. علمني كيف أطلب خدمة إيصال الطعام عبر الهاتف ». ولم تتوقف صعوبات تعرابت عند هذا الحد، بل انضافت إليها مشاكله مع المدربين، يقول: «لقد منحني مارتين جول الفرصة على الأقل، أما خوان دي راموس فقد قتلني بالفعل. لم يكن يحبني إطلاقا، وكان يعاملني كشخص كبير دون أن ينتبه إلى أن سني لم يكن يتجاوز الثامنة عشر أو التاسعة عشر. ورغم أنه لم يكن يشركني في المقابلات، إلا أنه كان حريا به أن يقدم لي النصح. لم يكن يتحدث إلي بالمرة. كان يكتفي بوضعي ضمن الاحتياط والقول: (إنه لا يعجبني ولا أريده أن يلعب )» . ويضيف: «ورغم أن المدرب هاري لم يكن يشركني في كثير من المباريات، إلا أنه كان يعاملني بطريقة جيدة. إنه أحد أفضل المدربين الإنجليز، لأنه يسدي لي النصح في كل الأوقات. وكان يقول لي: ( يمكنك فعل أشياء لا تصدق. عليك أن تواظب على العمل. هذه إنجلترا، وعليك أن تدافع إن أردت أن تكون لاعبا جيدا )» . وكان تعرابت على وشك تغيير الأجواء نحو إسبانيا خلال الصيف الماضي، لكن المدرب هاري أقنعه بالبقاء، حيث قال له: «مستقبلك في كرة القدم في إنجلترا، صدقني. لا تنتقل إلى إسبانيا لأنك لن تستمتع بذلك. إنجلترا هي الأفضل ». وفي تلك الفترة اتصل رئيس نادي كوينز بارك بعادل وقال له: «أريد أن أصنع منك نجما. تعالى إلى النادي وستحصل على حريتك في اللعب. وحتى لو فقدت الكرة، سأضع لاعبين خلفك للقيام بدور دفاعي بدلا منك ». يقول تعرابت: «عندما يقول لك رئيس النادي (أريد أن أجعل الفريق يلعب حولك) ، فإنك تفكر في الأمر. هذا الرئيس يحبني. في دوري السنة الماضية، لم ألعب بشكل جيد في النصف الأول من مباراة فريقي ضد بريستون، وكان الرئيس يدرك أنني لا أحب أن يصرخ باقي اللاعبين في وجهي. فكان أن أخذني إلى مستودع اللاعبين وقال لي: «ما الأمر؟» وفي النصف الثاني لعبت على نحو أفضل، وسجلت هدفين ». ويظل الصديق المقرب من تعرابت هو عميد المنتخب المغربي ونجم أرسنال، مروان الشماخ: «ألتقي به دائما، وأقضي الليل في منزله. إنه بمثابة أخي الأكبر » .ويضيف: «أحب الطريقة التي يلعب بها فريق أرسنال. وإذا ما تلقيت عرضا من الفريق، فسأكون سعيدا للالتحاق به ». عن صحيفة «ذيسز لندن» يومه السبت إذن، يحتضن الملعب الشرفي بمكناس، مباراة حارقة ومثيرة تجمع بين الكوديم، صاحب الصف الثاني ، وجمعية سلا متذيل الترتيب. هذا الأخير، يسعى للخروج من محنته التي لا تليق بفريق كبير بتاريخه، ولعل مكونات مدينة سلا، خاصة المكتب المديري للنادي، أدركوا أخيرا أنه من المفروض دعم الفريق لتجاوز الأزمة، على الأقل معنويا، وهو ما حدث بالفعل صباح الثلاثاء الماضي الذي عرف عقد اجتماع موسع بين كل مكونات النادي مما خلف بعض الارتياح في صفوف اللاعبين. على هذا الأساس، لن تكون مهمة الكوديم بالسهلة في تحقيق الفوز، وهشام الادريسي المدرب يعي جيدا أنه لا مجال للاستهانة بخصم جريح يبحث عن مداواة جراحه. بنفس الأجواء، من المنتظر أن تدور مباراة الرشاد واتحاد الفقيه بنصالح بعنوان لا للهزيمة. نفس العنوان سيكون حاضرا في المواجهة التي تجمع بينسطاد المغربي واتحاد طنجة، هذا الأخير يعيش انتفاضته على النتائج السلبية وكان آخرها فوزه المستحق في الأسبوع الماضي على اتحاد الخميسات. هذا الأخير، سيكون عليه يوم الأحد، العمل بجد لتجاوز الاتحاد البيضاوي الفريق الذي بدأ يستجمع كل قواه، وعزز صفوفه بلاعبيت ذوي التجربة والخبرة، ولن يستسلم بسهولة أمام الفريق الزموري المفروض عليه البحث عن تحقيق الفوز للاقتراب من صاحب الصف الأول اتحاد أيت ملول، خاصة أن الفريق السوسي تنتظره مواجهة صعبة بملعب البشير بالمحمدية أمام فريق الشباب. ويدرك عبدالمالك العزيز مدرب الملوليين، أن الفريق الفضالي المزهو بفوزه الأخير بوجدة، وبمدربه الحراف، سيكون حاجزا صعب التجاوز، واللقاء سيشكل للمدربين معا اختبارا حقيقيا لمدى قدرة فريقيهما على التنفس بشكل مريح. كما ستتجه الأنظار للملعب البلدي ببرشيد، حيث تجرى مباراة تجمع فريقين يحتلان مقدمة الترتيب وهما يوسفية برشيد ومولودية وجدة. اللقاء من المؤكد أن يفرز عرضا قويا من طرف فريقين عودا المتتبعين على تقديم أقوى العروض. نفس القوة ستكون حاضرة في مباراة شباب هوارة واتحاد المحمدية. أما فيما يتعلق بمباريات أسفل الترتيب، فرجاء الحسيمة سيرفع التحدي أمام اتحاد تمارة الفريق العنيد، فيما سيبحث هلال الناظور على تجاوز فتوة لاعبي الراسينغ البيضاوي، في لقاء يجرى بمدينة وجدة، بسبب رفض الترخيص باستغلال الملعب البلدي للناظور باحتضان المباراة! البرنامج: يوم السبت: ن .المكناسي / ج. سلا . ر. البرنوصي / ا.الفقيه بنصالح سطاد / ا.طنجة . يوم الأحد: ر. الحسيمة /ا. تمارة ا. الخميسات / الإتحاد البيضاوي . ش. المحمدية / ا. أيت ملول . ي. برشيد /م. وجدة . ه. الناظور/ الراسينغ البيضاوي . ش. هوارة /ا. المحمدية . وكانت بنهمة قد فازت السبت الماضي بالميدالية الفضية لسباق 100م (ت13)، فيما توج طارق الزلزولي يوم الأحد، بالميدالية الذهبية لسباق 1500م ( ت 13 ) وأحرز مواطنه يوسف بن إبراهيم الميدالية النحاسية ونالت ليلي الكرعة الميدالية النحاسية لمسابقة دفع الجلة ( ف 4) . وفي أعقاب اليوم الخامس من منافسات البطولة العالمية أصبح المغرب يحتل الرتبة 2016 برصيد خمس ميداليات، ذهبية واحدة وفضيتين ونحاسيتين، علما بأن دورة كريستتشورش تعرف مشاركة 1200 رياضي ورياضية يمثلون 79 بلدا . وتجدر الإشارة إلى أن الرياضيين الأربعة الأوائل في كل سباق أو مسابقة يتأهلون مباشرة إلى دورة الألعاب الأولمبية الموازية لندن 2012 .