التقيا على" جزيرة الكنز " وعندما اقتسما ما به من غنيمة راح أحدهم يعبث بجمالية الذوق الفني وحرمة المشاهدة عبر سيناريوهات مبتذلة بعيدة عن التنشيط الذي تعرف قواعده وأصوله عند الكثير من أبناء الوطن الذين لم يسعفهم الزمن في التواصل مع مشاهدي القنوات الوطنية (مي: القناة الأولى و خالتي: القناة الثانية)، لسبب من الأسباب قد يكون ضعف "الركيزة" أو قلة ذات اليد أو نسيان متعمد لأعمال قوية فوق الرفوف حتى يمل أصحابها ،وليذهبوا بعد ذلك إن هم أرادوا إلى أمام البرلمان فلا بأس من ذلك ما دامت الديمقراطية حاضرة ومعها "الهراوة" صمام الأمان فكل شيء يكفله الدستور من باب ربط المسؤولية بالمحاسبة. فيما راح الآخر يبحث عن "شي بركة" يقدمها لمنخرطات ومنخرطي الصندوق الفني للدراما والكوميديا بالمغرب فلم تتفتق عبقريته إلا على برنامج يربط حاضر "شخصيات" مختلفة بماضيها البعيد أو القريب فوقع الاختيار على مجموعة من الفنانين والرياضيين وآخرين. جيد،إلى هنا يمكن قبول المشهد والتفاعل معه، لكن ما يثير الانتباه لماذا تم التركيز على شخصيات دون أخرى بمعنى ما هي شروط الترشح للدخول في اللعبة ؟ وما هي معايير الانتقاء؟ وهل من مواصفات للمشاركين؟ ثم ألم يكن من الأليق تناول الموضوع من زاوية أخرى، ربما يبحث عنها الجمهور، لها علاقة بخلفيات أخرى غير تلك البادية للجميع والتي يظهر أنها تختلف عموما في جزئيات بسيطة ليس إلا. ماذا لو استضاف البرنامج شخوصا كانت في سابق عهدها تعيش ك:"أيها الناس" وبقدرة قادر أصبحت تعيش في ثراء وغنى فاحشين وحينئذ تصدق عليها مقولة البرنامج"كي كنتي وكي وليتي..." ، أو أخرى تستظل تحت قبة ممثلي الأمة كانت بالأمس لا تستطيع فك طلاسم أبسط المواقف، خوفا أن نقول الأزمات أو المشكلات لأنها لا تملك عدة تدبيرية لذلك.وثالثة للعد لا الحصر بدهائها ومكرها السياسي والحزبي استطاعت أن تصبح مصدر قرار بل وتدور عليها عجلة التنمية... غياب هؤلاء الشخصيات في برنامج يسائل الحاضر من خلال الماضي يطرح أكثر من ملاحظة، هل تقديم البرنامج على هاته الشاكلة مقصود؟ هل هناك إكراهات فوقية؟ هل ليثير صاحبه فضول المشاهد من خلال مجموعة من التساؤلات؟ أم أن هذا السكوت عفوي وغير مقصود؟ كإعلاميين يحق لنا أن نطرح السؤال البسيط والجلي الآتي: ما هي القيمة المضافة التي جاء بها البرنامج؟ ولماذا تم اختيار السياق الفني بين قوسين ولم يستحضر" صاحبنا" روح البرنامج في بعده الآخر، الخفي والمسكوت عنه فتم اختيار كل من فهيد غاني عمور الحديوي أقريو لخصم موسكير مومو و الدوزي... لتأتيت الفضاء الداخلي لبلاطو "الدوزيام" ؟ولماذا أيضا لم تتم الإشارة ولو عبر "فلاشات" إلى أمور أكثر جرأة قد تحرج صاحبها في البوح بها؟ أم أن هناك تعاقدا قد تم إبرامه سلفا مع الشخصيات حيث الخوض في ملفات سمتها التفاهة و"قولها واضحك عليهم عفوا عليها..." هناك الآن والآن فقط ، توجه جديد للمشاهد للجمهور للمتتبع في محاولة لقراءة المقاصد والغايات من هكذا برنامج، وليس الجلوس السلبي أمام الشاشة حتى "يدير الخاطر ليه ولصاحبو القديم ولغيرهم" لأنه وبكل بساطة يبحث عن منتوج جيد في مستوى مواطن يعيش الألفية الثالثة وفق دستور جديد وتوجهات جديدة وعقليات حاضرة في الزمان والمكان لا يمكن بأية حال من الأحوال أن يتم الضحك عليها هكذا دون استحضار مؤهلاتها النقدية بسيطة كانت أو عميقة لكونها تؤمن بالتشاركية في كل شيء ما دامت طرفا في المجتمع الذي تقدم فيه هذه المستجدات الفنية التنشيطية فلابد إذن من احترام تطلعاتها ونقاشاتها في جزء من الحكامة الفنية الجيدة.