كنزة، زينب، إيطو، السيدة الحرة... وغيرهن، نساء مغربيات صنعن تاريخ المغرب، حتى وإن ركزت غالبية الكتابات على أسماء السلاطين والملوك الذين تعاقبوا على حكم المغرب، أو أسماء العلماء والمفكرين والكتاب الذين ميزوا فترة معينة، إلا أن هؤلاء النسوة كانت لهن مكانتهن، وكانت كلمتهن مسموعة، وأوامرهن مطاعة منهن من تحكمت في دواليب الحكم، فكانت وراء تعيين الولاة والأمراء، ومنهن من سيرت شؤون الاقتصاد، وهناك أخريات ساهمن في نشر المعرفة وبرعن في الأدب والفقه وغيرها من العلوم فكنزة الأوربية، ابنة زعيم فيبلة أوربة الأمازيغية، وزوجة المولى إدريس الأول، كان لها دور هام في إرساء قواعد دولة الأدارسة، وبرز وزن هذه المرأة أكثر من خلال تدبيرها لانتقال الحكم إلى ابنها إدريس الثاني وإعداده لتحمل هذه المهمة الصعبة، بعد أن مات زوجها مسموما أما زينت النفزاوية، فقد كانت سندا قويا لزوجها يوسف بن تاشفين مؤسس الدولة المرابطية، الذي يرجع بعض المؤرخين نجاحه وإنجازاته، في جزء كبير منها، إلى هذه المرأة وفي سنة 245 هجرية، أسست فاطمة الفهرية، جامع القرويين بمدينة فاس، فسخرت المال الذي ورثته عن والدها، وسهرت على بناء هذا المعلمة التاريخية التي كان لها دور هام في نشر العلم هناك أيضا السيدة الحرة التي حكمت مدينة تطوان في القرن السادس عشر الميلادي، خناتة بنت بكار زوجة المولى إسماعيل مؤسس مكناس، زينب ابنة عبد المومن الموحدي التي شهد لها بحصافة الرأي وتمكنها من علم الكلام و أصول الدين