يمثل يومه الاثنين أمام الغرفة الجنحية التلبسية بالمحكمة الابتدائية بمكناس، م.ب.ش ضابط في الجيش وابنه المتابعين في حالة اعتقال، وابنته في حالة سراح بتهمة الضرب والجرح العمديين بالسلاح، وإهانة موظف عمومي أثناء القيام بعمله واستعمال العنف في حقه والهجوم وانتهاك حرمة مؤسسة تعليمية بالعنف. الجريدة قامت بتحقيق في النازلة واتصلت بأيوب العوطة التلميذ الضحية الذي أشار أن نزاعا لفظيا وقع بينه وبين تلميذة داخل القسم في الفترة الصباحية أثناء درس الفلسفة ما جعله تضربه بحقيبتها اليدوية لتخرجها أستاذة الفلسفة من القسم وتوجهها إلى الإدارة وتحرر تقريرا في الموضوع، وأثناء مغادرتها الفصل توجت أحلام إلى أيوب قائلة « والله لا بقات فيك «. وخلال الفترة الزوالية انتفض ودفعها بعدما توجهت إليه أمام حجرة درس اللغة العربية بوابل من السب والشتم، لتسقط أرضا وتغادر المؤسسة إلى أن تفاجأ بها هي وأخوها ووالدها يقتحمون القسم ويخرجونه منه بالقوة ويشبعونه ضربا ورفسا أمام مرأى ومسمع من الجميع، في الوقت الذي أستلت شفرة وأصابته بها على مستوى العنق فيما أصابه أخوها على مستوى الأذن حيث تم رتقهما ب 11 غرزة، وسلمت له شهادة عجز طبية مدتها 30 يوما. وبمرارة وآسى وحسرة حكت لنا سميرة.ج أستاذة اللغة العربية والشاعرة المبدعة والناشطة الحقوقية المعروفة، الرعب الذي عاشته، والحالة النفسية التي باتت عليها، جراء اقتحام ضابط في الجيش - حسب ادعاءاته – الثانوية التأهيلية طارق بن زياد وإخراج التلميذ أيوب بالقوة من الفصل بعد مرور حاولي 20د من انطلاق الحصة الزوالية الأولى ليوم الأربعاء الأخير. مشهد لم يسبق أن عاشته الأستاذة أو سمعت به طوال مسارها المهني، إذ وعلى الرغم من توسلاتها للمعتدين للخروج من الفصل كونهم في وضعية غير قانونية، وأن للمؤسسة حرمتها فإن محاولاتها باءت بالفشل ليتم إخراج التلميذ أيوب ويخرج التلاميذ لمعاينة ما قد يحدث رافعين شعار « هذا عار هذا عار .. التلاميذ في خطر « ويخرج جميع تلاميذ الأقسام الأخرى. أمام هذا المشهد لم تجد بدا من الاتصال بمصالح الأمن الذين حضروا على وجه السرعة بعد أن أخبرتهم أن « الروح كا طيح بالمؤسسة « وألقوا القبض على الضابط وولده وابنته واصطحبوا الجميع إلى مفوضية الامن بالبساتين، وتم تحرير محضر قانوني في النازلة بتنسيق مع النيابة العامة. وقبل أن تتوجه إلى الكوميسارية أصيبت بصدمة نفسية قوية جراء ما رمقت عيناها من إصابات بليغة على مستوى عنق وأذن تلميذها أيوب ( أنظر الصورة )، وأمام هذا المشهد الغريب توقفت الدراسة بالمؤسسة. هذا وحضر النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية صباح اليوم الموالي من الاعتداء وجالس الأساتذة، وأنصت لمطالبهم المتمثلة أساسا في استتباب الأمن وذلك بترميم أسوار المؤسسة وتعزيز الأمن الخاص، كما عقد جلسة ثانية عصر ذات اليوم وقدم مواساته للعاملين بالمؤسسة بشكل عام والأستاذة سميرة.ج، والتلميذ/الضحية أيوب بعد معاينته لإصاباته، ووعدهم بتلبية مطالبهم. أما عبدالواحد الداودي نائب وزارة التربية الوطنية فقال « أن يقع شنآن بين التلاميذ فذاك أمر عادي، ويمكن معالجته بشكل تربوي، لكن أن يقتحم مسؤول عسكري مؤسسة تعليمية لها حرمتها، ويخرج تلميذا بالقوة، ويعتدي عليه أمام مرأى ومسمع من الأطر التربوية والتلاميذ فهذا أمر مرفوض ولا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال « مضيفا أن الإدارة وجهت تقريرا في الموضوع إلى مدير أكاديمية التربية والتكوين من أجل تنصيب محام للدفاع عن الأستاذة والتلميذ. كما أنه اتصل في هذا الشأن بمختلف السلطات العمومية التي أجمعت على رفضها هذا السلوك وترك الأمر للقضاء ليقول كلمته في النازلة. هذا ولم يتسن للجريدة معرفة رأي التلميذة المتابعة في حالة سراح. وهنا تتساءل هيأة التدريس والتلاميذ على حد سواء، عن الكيفية التي يتم بها اقتحام المؤسسة من لدن غرباء بل والهجوم على التلاميذ داخل فصل دراسي، كما هو الشأن بالنسبة للضابط، وتقطع مسافات ومسافات طولا وعرضا دون أن تجد من يستفسرها ويرافقها أو يراقب تحركاتها داخل المؤسسة لتفادي ما يمكن أن يقع. يشار أن رئيس جمعية آباء وأمهات وأولياء التلاميذ بالثانوية التأهيلية طارق بن زياد، وخلال اللقاء الذي حضره إلى جانب النائب الإقليمي لوزارة التربية الوطنية ، وعد بتنصيب الجمعية محاميا للدفاع عن أيوب إلا أنه تخلى عن وعده بدعوى عدم اتفاق أعضاء من ذات الجمعية.