(قصيدة من مخطوط ديوان «خرائط لجراح الرحيل » للراحل المختار ميمون الغرباني) لذة الحلم أنت ، وأنا مدار الأحزان أمضي صوتا لعصافير مهاجرة ، أقول: « حزينا في قلبي هواء جثتي البارحة كنت زائرا والآن صرت مهاجرا.. فأين اللقاء؟ كيف البقاء؟ أفي درب الجنازة، أم في محراب العبادة ؟» مقبرة لا تزال حائرة: الذي يتدلى في الحفرة السوداء ها هنا، جسدي الغاضب.. قد يشتهي عشق البقاء، قد يكابد احتكام الفناء.. الأكيد سيواقع العطش الآن غبنا في مواطن الماء... الأم تصلي دمعا: الدمعة كالصلاة تنحني للغائب: كانت بالبارحة أما أضحت اليوم دمعا.. وهذي المقبرة تقول: « عمت صباحا، ودع البكاء يعانقك خواء.. فالجسد تراب، وهذي المقبرة خراب...».. الدمع يهشم ذاكرة الخصب : رأته في الفجر حلما فأدمعت.. رأته حلما: هو صوت منفاي. سرية سري في صوت الناي. وعشقي للموت كأنها ليلاي... الدمع يحتفل بذبول الشمع: الآن أسلمت قلب الأم للأنواء، عاتبت ترحابا شبح الذبول. قبلت جبين الخشب.. هتفت حزينا: آه، لو تعلمين أمي صدى أحلامي، مذ كنت طفلا أحلم بالغروب. أغتال طفولتي في آخر الليل وأروي للشمع حكايات الذبول. حكايات كأنها خراب. أقرأ للقمر سيرة السراب. فأعشق أريج التراب. لأن الحياة من غير قبر عذاب... للأم لغات الرياح: تحضر الأم بعد عام، تمدح في القبر إلى حد الصياح. وهذا الزهر فوق قبري يعاتبها، وللسماء فوقنا النواح. وبعد عام تفرح الأم فأرى بسمتها في هبة الرياح.