تبدأ عائلات ضحايا الطائرة الروسية التي تحطمت في مصر بالتعرف على الجثث الاثنين في سان بطرسبورغ بعد وصول طائرة أولى تنقل جثامين 140 قتيلا، فيما يتواصل التحقيق في مصر لفك لغز هذا الحادث. وأعلن المسؤول في وزارة الحالات الطارئة الروسية فلاديمير سفيتيلسكي ان طائرة ثانية تقل جثامين عدد من الضحايا ال224 من ركاب وافراد طاقم الطائرة الروسية التي تحطمت السبت في صحراء سيناء بمصر أقلعت مساء الاثنين من القاهرة الى سان بطرسبورغ. وبعيد وصول الجثامين الى مطار سان بطرسبورغ ليل الاحد الاثنين نقلت الى محرقة في المدينة على ان تبدأ عملية التعرف عليها عصرا. وبدأت العائلات تدخل الواحدة تلو الاخرى للتعرف على الجثث. ولتسهيل هذه العملية، قدم افراد من عائلات الضحايا عينات من الحمض النووي الى مركز ازمة اقيم بالقرب من المطار يتجمع فيه الناس لتكريم ذكرى الضحايا. وأعلن فلاديمير بوتين الاحد يوم حداد وطني لكن الرئيس الروسي لم يظهر علنا منذ المأساة. وتقاطر الالاف مساء الاحد في سان بطرسبورغ لتكريم ذكرى الركاب ال217 وافراد الطاقم السبعة الذين قضوا في الكارثة وجميعهم من الروس باستثناء ثلاثة اوكرانيين. وهي اكبر كارثة جوية عرفتها روسيا حتى الان. وكانت طائرة ايرباص ايه321-200 التابعة لشركة ميتروجيت الروسية لرحلات التشارتر تحطمت فجر السبت في سيناء بعد اقلاعها من منتجع شرم الشيخ متوجهة الى سان بطرسبورغ وكان معظم الضحايا سياحا من سان بطرسبورغ وجوارها. واعلنت السلطات المصرية والروسية انه لا يمكنها في الوقت الحاضر اعلان اسباب الحادث غير ان فرضية الاعتداء تبقى مطروحة لدى الخبراء بعد اعلان الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية مسؤوليته عن «اسقاط» الطائرة ردا على التدخل الروسي في سوريا. واعلن رئيس خبراء الطيران الروس ان الطائرة انشطرت «في الجو» لاسباب لا تزال مجهولة. وقال فيكتور سوروتشنكو رئيس لجنة الطيران الحكومية ان «الشظايا تناثرت على مساحة شاسعة تقارب 20 كلم مربعا». وفي موقع تحطم الطائرة في منطقة نائية وسط الصحراء تسمي وادي الظلمات في محافظة شمال سيناء، شاهد صحافي فرانس برس قطع حطام كثيرة متفحمة مبعثرة. ولم يكن من الممكن رؤية اي جثة على الارض بل عشرات الاكياس البلاستيكية السوداء والحمراء والبرتقالية التي يحرسها جنود وعلى مقربة، سترة صغيرة الحجم لونها رمادي واحمر تذكر بفظاعة الماساة التي اودت ب17 طفلا بينهم فتاة عمرها عشرة اشهر كما كانت عشرات الحقائب الملونة معظمها بحالة جيدة مكدسة الى جانب حطام الطائرة. واكد ضابط في الجيش لوكالة فرانس برس مساء الاحد العثور على 168 جثة في موقع الحادث بعضها «بعيدا» عن الجزء الاكبر من هيكل الطائرة واحداها على مسافة ثمانية كيلومترات. وقامت السلطات المصرية بتوسيع منطقة عمليات البحث الى دائرة 15 كلم. وتوجه محققون روس ومصريون برفقة وزير المواصلات الروسي ماكسيم سوكولوف الى موقع الحادث حيث عثر على «الصندوقين الاسودين» للطائرة. كما فتح تحقيق في روسيا وجرت مداهمة مكاتب شركة الطيران ووكالة السفر فيما ينتظر وصول محققين من فرنسا والمانيا الى مصر كما تجري العادة عند تعرض طائرة ايرباص لحادث. ويستبعد الخبراء الذين سألتهم وكالة فرانس برس ان يكون تنظيم الدولة الاسلامية يملك الوسائل العسكرية الضرورية لاسقاط طائرة ركاب عن ارتفاع تسعة الاف متر. لكنهم اكدوا انه قبل تحليل بيانات الصندوقين الاسودين لا يمكن استبعاد فرضية انفجار قنبلة داخل الطائرة او احتمال هبوط الطائرة الى ارتفاع اقل بسبب مشكلة فنية واصابتها بصاروخ من الارض. ويشيرون الى انتشار حطام الطائرة واشلاء الركاب ضمن مساحة كبيرة كقرينة على هذه الفرضية واعلنت شركات الطيران الفرنسية اير فرانس والالمانية لوفتهانزا والامارات ان طائراتها لن تحلق فوق سيناء «حتى اشعار آخر» لاسباب مرتبطة بالسلامة في انتظار صدور نتائج التحقيق. (أ. ف. ب)