بعد ثلاثة أعوام من جدل لا ينقطع، ظهر الكوستاريكي كيلور نافاس، ليضع حدا للنقاش المحتدم حول حراسة مرمى فريق ريال مدريد الإسباني، الذي وجد مؤخرا مالكا شرعيا له لا يقبل الجدل، متمثلا في النجم الكوستاريكي. ولم يعد الاسم الأبرز داخل ريال مدريد حاليا هو كريستيانو رونالدو أو سيرخيو راموس أو غاريث بيل أو كريم بنزيمة بل كيلور نافاس، الذي شكل العامل الأهم في اعتلاء النادي الملكي لقمة مسابقة الدوري الإسباني، بعد أدائه الرائع الذي قدمه أمام سيلتا فيغو يوم السبت الماضي. وكان الحارس الكوستاريكي هو البطل الحقيقي في الانتصار الذي حققه الريال بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، على مضيفه سيلتا فيغو، حيث قال إدواردو بيريزو، مدرف فريق سيلتا: "فازوا لأنهم يملكون كيلور نافاس". وتصدى نافاس لما لا يقل عن خمس محاولات خطرة لسيلتا فيغو، فقد تمكن من الذوذ عن مرماه في الكثير من المناسبات وإفساد هجمات الفريق المنافس، بعد أن تحول إلى حصن منيع خلال الرمق الأخير من عمر الشوط الثاني. وقالت صحيفة "ماركا" في صفحتها الأولى متحدثة عن نافاس: "لقد ولد أحد الأبطال .. لقد قدم مباراة ساحرة .. لم تكن هناك طريقة للتفوق عليه سوى بالتصويبات، التي لا سبيل للتصدي لها .. أهميته أصبحت أساسية بالنسبة للفريق في هذه الفترة من الموسم". ولم يتمكن سيلتا فيغو من التفوق على نافاس سوى مرة واحدة عن طريق التصويبة الرائعة للاعب نوليتو، التي سكنت في الزاوية العليا من المرمى، حيث كان نافاس قريبا من التصدي لها، لولا أنها مرت من تلك الزاوية. وأشارت صحيفة "أس" إلى أن نافاس أصبح يقدم الدليل في كل مباراة على أنه الحارس الأفضل في البطولة حتى الآن. وقرر نافاس إغلاق الباب في وجه جدل اندلع في 22 دجنبر 2012 عندما قرر البرتغالي جوزيه مورينيو، مدرب ريال مدريد في تلك الآونة إخراج إيكر كاسياس من تشكيلته الرئيسية والاستعانة بالحارس صاحب الخبرة القليلة "أدان" أمام ملقة. وكان القرار الذي اتخذه مورينيو بمثابة الشرارة الأولى لقصة طويلة تحولت مع مرور الوقت إلى قضية جدلية لا نهائية، تضمنت العديد من الحلقات، بدأت بالتعاقد مع دييغو لوبيز، الذي تولى حراسة عرين ريال مدريد بالتناوب مع كاسياس أثناء تولي الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المسؤولية الفنية للفريق، ثم التعاقد مع نافاس عام 2014 بعد المونديال الرائع الذي قدمه، ثم انضمام كاسياس لصفوف بورتو، وأخيرا فشل الريال في التعاقد مع دافيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد. وتسببت هذه القضية في حدوث اضطراب كبير في أروقة ريال مدريد، كما شكلت أيضا اختبارا حقيقيا للحالة المعنوية والنفسية لكيلور نافاس، الذي أثبت أنه يتمتع بعقلية صلبة. وكاد نافاس أن ينضم رسميا إلى صفوف مانشستر يونايتد في أواخر شهر غشت الماضي، بيد أن بعض الممارسات البيروقراطية حالت دون إتمام الصفقة، التي كان سينتقل بموجبها دي خيا إلى صفوف النادي الملكي أيضا. وأرغم نافاس نفسه مع غصة في الحلق على ابتلاع المهانة التي شعر بها خلال المفاوضات على إتمام الصفقة المذكورة، وقبل التحدي وبرهن على أنه يستحق أن يكون الحارس الأول لفريق مثل ريال مدريد. وأقدم نافاس على تحمل تبعات مهمته الجديدة، في ظل النداء الذي كان يوجهه قطاع كبير في الصحافة الإسبانية للاستعانة بالحارس الإسباني كيكو كاسياس، الذي تعاقد معه النادي الأسباني في غشت الماضي. وبعد تلقيه ثلاثة أهداف فقط في 12 مباراة رسمية، لم يصبح نافاس الحارس الأول دون جدال وحسب، ولكنه تحول إلى أيقونة وبطل داخل النادي الملكي.